إرهاب المليشيات.. كيف يصطاد الحوثيون المدنيين في مناطق المواجهات؟

الثلاثاء 28 إبريل 2020 22:30:19
 إرهاب المليشيات.. كيف يصطاد الحوثيون المدنيين في مناطق المواجهات؟

تمثل الألغام، التي أغرق بها الحوثيون اليمن، أحد أبشع صنوف الإرهاب الذي مارسته هذه المليشيات المدعومة من إيران، وخلفت وراءها قائمة طويلة من الضحايا.

اليوم الثلاثاء، حذّرت صحيفة "الشرق الأوسط" من أنّ مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، تتفنن في تشكيل الألغام والعبوات الناسفة وتمويهها، لجعلها غير مرئية، وتسهل اصطياد المدنيين وقتلهم في مناطق المواجهات المحتدمة.

وأكدت الصحيفة، في تقرير نشرته في عددها اليوم الثلاثاء، أنّ الحوثيين لم يتركوا برًا ولا بحرًا وصلوا إليه إلا ونثروا فيه الألغام والمتفجرات متعددة الأشكال والأحجام.

ورصدت الصحيفة العديد من الحالات التي سقطت ضحية ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية، والكوارث الإنسانية التي أوقعت آلاف الأسر فيها.

وأبرزت الصحيفة الكارثة التي حلت بأسرة أحد الصيادين بفعل ألغام الحوثي، قائلةً: "خرج الصياد وهيب واعدًا أبناءه الخمسة وزوجته بعودة سريعة، ورزق وفير، لكنه عاد جثة قذفت بها الأمواج بعد أن انفجر بقاربه لغم بحري زرعه الحوثيون".

ولفتت "الشرق الأوسط" إلى أنّ مليشيا الحوثي الإرهابية حوّلت بعض المناطق الزراعية إلى أماكن لتخزين الأسلحة، أو التسلل بين الأشجار لعمل الكمائن، وتعمّد الحوثيون نشر الألغام والمتفجرات في الطرقات وبين المزارع بأشكال مختلفة، فبعضها على شكل جذوع نخل، وأخرى على شكل صخرة، وهو ما أدَّى إلى مقتل العشرات من المزارعين والمسافرين، وتعرض آخرين لإعاقات مستدامة.

وتُمثّل زراعة الألغام أحد صنوف الاعتداءات المروعة التي تستهدف من خلالها المليشيات الحوثية تعريض حياة أكبر قدر ممكن من السكان للخطر، في جرائم وحشية تظل الأكثر بشاعة وفداحة من سلسلة جرائم المليشيات.

وزرعت مليشيات الحوثي معظم مناطق ومديريات الساحل الغربي، قبل انسحابها منها، بالألغام والعبوات الناسفة والقذائف مختلفة الأحجام والأنواع بشكل كبير.

المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.

الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.

وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.

وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.

الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.

والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.

وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.

وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأمس الأول الأحد، كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية عن استهداف مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، الأطفال الأبرياء بالألغام ونيران القناصة، وأكّدت سقوط 452 طفلا قتيلا في مدينة تعز خلال خمس سنوات بسبب ألغام مليشيا الحوثي وقناصتها.

ونقلت "الصحيفة عن قانونيين تأكيدهم أن استهداف المدنيين وقصف الأطفال داخل مدينة تعز "جرائم متعمّدة ضد الإنسانية"، يصنّفها القانون الدولي بأنها أفعال إرهابية في إطار الجرائم ضد الإنسانية.

وأبرزت الصحيفة تأكيد القانونيين أن مرتكبي هذه الجرائم لن يفلتوا من العقاب، وأن الملاحقة القضائية ستطالهم، سواء أقصر الزمن أم طال، لأنها غير محددة بآجال زمنية.