ألغام البيضاء.. إرهاب الحوثي الذي تحاربه السعودية
في الوقت الذي تواصل فيه الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية في اصطياد الأرواح على صعيد واسع، فإنّ المملكة العربية السعودية تواصل جهودها الحثيثة في مواجهة هذا الإرهاب الفتاك عبر تفكيك هذه الألغام.
ففي محافظة البيضاء، نزع فريق البرنامج السعودي لنزع الألغام "مسام" 139 لغمًا وعبوة ناسفة.
وأعلن البرنامج في بيان له، اليوم الخميس، تفكيك 88 لغما فرديا، و16 لغما مضادا للدبابات، و35 عبوة ناسفة في قانية الواقعة بين البيضاء ومأرب.
وتمثل الألغام، التي أغرق بها الحوثيون اليمن، أحد أبشع صنوف الإرهاب الذي مارسته هذه المليشيات المدعومة من إيران، وخلفت وراءها قائمة طويلة من الضحايا.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تتفنن في تشكيل الألغام والعبوات الناسفة وتمويهها، لجعلها غير مرئية، وتسهل اصطياد المدنيين وقتلهم في مناطق المواجهات المحتدمة، كما لم تترك المليشيات برًا ولا بحرًا وصلت إليه إلا ونثرت فيه الألغام والمتفجرات متعددة الأشكال والأحجام.
وحولّت مليشيا الحوثي الإرهابية بعض المناطق الزراعية إلى أماكن لتخزين الأسلحة، أو التسلل بين الأشجار لعمل الكمائن، وتعمّد الحوثيون نشر الألغام والمتفجرات في الطرقات وبين المزارع بأشكال مختلفة، فبعضها على شكل جذوع نخل، وأخرى على شكل صخرة، وهو ما أدَّى إلى مقتل العشرات من المزارعين والمسافرين، وتعرض آخرين لإعاقات مستدامة.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.