الشرعية تدور في فلك العنف لمحو آثار هزيمتها السياسية

الجمعة 1 مايو 2020 21:01:56
الشرعية تدور في فلك العنف لمحو آثار هزيمتها السياسية

رأي المشهد العربي

استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يحقق جملة من المكاسب السياسية الأسبوع الماضي، منذ أن أعلن إدارته الجنوب ذاتياً، وفتح القرار أبواب جهنم على الشرعية بعد أن طالبت أطراف إقليمية عدة إلى ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض باعتباره الحل المناسب للأزمة الحالية، ووجدت الشرعية نفسها في موقف الدفاع عن نفسها بعد أن أفشلت تنفيذ بنوده طيلة الأشهر الماضية.

كعادتها تحاول الشرعية القفز على هذه المطالب بعد أن شعرت بأنها تلقت هزيمة سياسية قد تكون مؤثرة على مستقبلها بشكل عام، وبالتالي فإنها لم تجد أمامها سبيلا سوى العنف لتدور في فلكه من جديد في محاولة لخلق واقع جديد يمكنها من تنفيذ مناورة جديدة لتعطيل تنفيذ الاتفاق على الأرض، بل ومحو الاتفاق من الأساس باعتباره كأن لم يكن، وذلك تنفيذاً لتعليمات إقليمية تصل إليها من تركيا وقطر.

على مدار الأيام الماضية شهدت العديد من محافظات الجنوب خطوات تصعيدية عدة من قبل الشرعية التي استهدفت القوات المسلحة الجنوبية في شبوة، وقامت باستحداث نقاط عسكرية جديدة في سقطرى، وملاحقتها لأفراد النخبة الشبوانية أمنياً، وجاءت تلك الخطوات بعد أيام قليلة من صدمة الإدارة الذاتية، ويبدو أنها انتظرت تعليمات محور الشر قبل الإقدام على أي تحرك.

تصعيد الشرعية يعني أنها اتخذت قرارها بالمضي قدماً نحو اللجوء إلى الإرهاب والعنف ضد أبناء الجنوب، ويبرهن على عدم وجود نية لديها لتنفيذ اتفاق الرياض بالرغم من الضغوطات المفروضة عليها، وقد تلجأ مجدداً إلى إيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بأنها ماضية على تنفيذه من دون أن تترجم ذلك في شكل خطوات ملموسة على الأرض، لكنها في نهاية الأمر لن تتخلى عن علاقتها بتركيا وقطر وإيران طالما ظل تنظيم الإخوان مهيمناً عليها.

لا تدرك الشرعية أنها بذلك التصعيد تسير في طريق اللا عودة، لأنها قد تبدد جميع المحاولات السياسية نحو تنفيذ اتفاق الرياض ولن يكون بإمكانها الجلوس على طاولة المفاوضات مرة أخرى من دون أن تُنهي ما ترتب على خروقاتها خلال الأشهر الماضية، فيما تشير جميع تصرفاتها أنها ماضية في طريق الفوضى، وهو ما يصب في صالح الجنوب بوجه عام، تحديداً وأن المجلس الانتقالي دائم الحديث عن رغبته في إيجاد حلول سياسية للأزمة.

المجلس الانتقالي الجنوبي في المقابل يستعد لجميع الاحتمالات للتعامل مع إرهاب الشرعية، فهو فتح ذراعيه للسلام وفي الوقت ذاته تظل القوات المسلحة الجنوبية على أهب الاستعداد للتعامل عسكرياً مع أي فوضى محتملة، وفي تلك الحالة فإنه قد يلقى دعماً من قوى إقليمية ودولية، أضحت متأكدة من أن الشرعية غير جادة في أي حلول سياسية.