أبين تُجسِّد وعي الجنوبيين.. كيف تفاعلت مع قرار الإدارة الذاتية؟
عندما أعلنت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، الإدارة الذاتية في الجنوب، كان التعويل الأكبر على تلاحم الشعب خلف قادته من أجل إتمام هذا الإنجاز السياسي المهم، وهو ما جسّده بالفعل الجنوبيون.
"المشهد العربي" يرصد في هذا الإطار، تعامل أهالي محافظة أبين مع الخطوة الجنوبية، حيث رحّب الأهالي بقرار هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان الإدارة الذاتية للجنوب، ووصفوه بأنه قرار صائب وخطوة مهمة، وأكدوا الالتفاف الشعبي لدعمه لمصلحة شعب الجنوب، وعبروا عن ثقتهم الكبيرة بقدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على إدارة هذه المرحلة رغم العراقيل التي وضعتها حكومة الشرعية.
وقال المواطن فهمي سعيد صالح، لـ "المشهد العربي"، إنّ القرار يعتبر خطوةً جبارةً للمجلس الانتقالي الجنوبي، وعليه أن يثبت للجميع حقيقة أنه قادر على إدارة الجنوب بدءا من العاصمة عدن، وأكد أهمية تفعيل دور مؤسسات الدولة، وتحصيل مواردها، والتركيز على أداء عمل البنك المركزي، لتقديم خدمات أفضل للمواطنين، والنهوض بالمشاريع الخدمية.
وأضاف: "ثقتنا كبيرة بقدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على إدارة المرحلة رغم العراقيل التي وضعتها حكومة الشرعية الفاسدة؛ فالقرار صائب، وأتى في الوقت المناسب، ويحظى بمساندة والتفاف شعبي".
ووصف المواطن حسين عبدالعزيز الصبيحي قرار الإدارة الذاتية للجنوب بأنه قرار صائب وقانوني، ويصب في مصلحة شعب الجنوب، وأوضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي مفوض من قبل الشعب، وعلى دول التحالف العربي دعم هذا القرار سياسيا حتى يطبق على أرض الواقع بالشكل الصحيح.
وشدد المواطن عبدالحكيم العزيبي على أن قرار المجلس الانتقالي الجنوبي جاء في الصميم، ويتطلب تفعيل الأجهزة الرقابية والمحاسبية على المؤسسات لمراقبة أدائها، بالإضافة إلى متابعة دعم السوق بالمشتقات النفطية للتخلص من الأزمات المفتعلة، ودعم السلع الغذائية ليشعر المواطن بفاعلية القرار، وأنه جاء لمصلحته.
وقالت المواطنة مريم صالح عمر: "مادام القرار يخدم القضية الجنوبية فنحن مرحبون به، ونحن مع القيادة السياسية الجنوبية بما يخدم قضيتنا الجنوبية بشكل صحيح، ويلبي آمال وطموحات شعب الجنوب باستعادة دولته".
وأضافت: "نحن شعب ذاق الأمرين منذ الاجتياح الأول للجنوب من قبل القوات الشمالية في 1994 والاجتياح الثاني عام 2015. وطالبت الجميع بالالتفاف حول القيادة السياسية لإنجاح هذا القرار الصائب".
ومثّل إعلان المجلس الانتقالي، الإدارة الذاتية للجنوب صفعة على وجه حكومة الشرعية التي تنفذ خطة مشبوهة، تقوم على احتلال الجنوب وبسط هيمنتهم ونفوذهم عليه، في وقتٍ تركت فيه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني أراضيها من أجل الحوثيين.
وهذا الأسبوع، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وقررت عقب اجتماع طارئ بحضور القيادات العليا للجيش الجنوبي، منذ قليل، إعلان الإدارة الذاتية للجنوب بدءا من ليل السبت "الماضي".
ونص القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ودعت الهيئة الجماهير إلى الالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب.
كما قررت تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد في الهيئات المركزية والمحلية، بتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في المحافظات.
وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللجان الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب، بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب.
وطالبت الهيئة محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب إلى الاستمرار في أعمالهم.
ودعت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية لتحقيق أمن واستقرار شعب الجنوب، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وأرجعت الهيئة قرارها إلى تزايد المؤامرات وعدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر وإهمال أسر الشهداء والجرحى ودعم الإرهاب وقوى التطرف وانهيار الخدمات العامة.
وأشارت إلى استمرار صلف حكومة الشرعية وتسخيرها موارد وممتلكات شعب الجنوب في تمويل أنشطة الفساد وتهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق الرياض بالتزامن مع صمت غير مبرر من الأشقاء في التحالف العربي.
بهذه الخطوة، تكون القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، قد لبّت مطلب الشعب بأن تتخذ خطوات فاعلة على الأرض في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الوطن من قِبل حكومة الشرعية.
وأصبح يوم "السادس والعشرون من أبريل" أحد الأيام الفارقة في تاريخ الجنوبيين، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب، وقد نصّ القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقًا للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
هذه الخطوة التاريخية تحمل أهمية كبيرة في رحلة الجنوبيين نحو استرداد وطنهم وتمكين أصحاب الأرض من إدارتها، وكبح جماح أي محتل يسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره، ويحاول نهب مقدراته، والحديث هنا عن "الشرعية المخترقة إخوانيًّا".
الكرة الآن أصبحت في ملعب الجنوبيين، وأصبح الوضع الراهن يستلزم تكاتفًا شعبيًّا ضخمًا وراء القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحصين الوطن من المؤامرة الإخوانية، وهو ما تجسّد على الأرض في الدعم الهائل للقرار السياسي.
الجنوبيون أصبحوا في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.