نفسية الأطفال.. كيف دمّرها الحوثيون؟
تمثِّل الأزمات النفسية واحدة من الآثار البشعة الناجمة عن الحرب العبيثة التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
وبيّنت دراسة جديدة أنّ أكثر من نصف الأطفال يشعرون بالاكتئاب، و11٪ يشعرون بالحزن باستمرار و19٪ قلقون دائمًا، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية، حيث أنتجت الحرب آثارًا مدمرة على الصحة العقلية لجيل كامل من الأطفال.
وأظهرت نتائج دراسة التي أجرتها منظمة "أنقذوا الأطفال"، أنّ العديد من الأطفال الذين شملهم المسح يعانون من علامات اضطرابات القلق مثل زيادة معدل ضربات القلب، وآلام البطن، والتعرق في راحة اليد، والشعور بالارتعاش.
وأجرت المنظمة البريطانية، مسحًا على 629 فتاة وفتى أعمارهم بين 13 و17 عامًا، و627 من الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية الكبار الآخرين.
وقالت الدراسة إنّ 29٪ من أطفال تعز قلقون بشكل خاص، إذ شردت مليشيا الحوثي 10٪ من الأطفال وتفرض حصارًا خانقًا على المدينة منذ أكثر من 5 سنوات، وتواصل العنف ضد المدنيين بهجماتها وقذائفها العشوائية.
وأفادت الدراسة المنظمة التي تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، أن كل طفل خامس في اليمن يشعر بالخوف باستمرار كل يوم، و52% لا يشعرون بالأمان عندما ينفصلون عن والديهم و56% عندما يكونون في الخارج وحدهم.
وفرضت مليشيا الحوثي واقعًا أفرز العديد من المشاكل التي مزقت النسيج الاجتماعي، وولدت مشاكل داخل كل بيت، نتج عنها ارتفاع في معدلات الطلاق والتشرد للأطفال، فضلاً عن إجبار أرباب الأسر والأطفال بالمشاركة في القتال.
ويدفع الأطفال ثمناً باهظاً من الممارسات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي والحرب التي لا تزال تُشعل فتيلها، وتم قتل أو تشويه ما لا يقل عن 2047 من الفتيان والفتيات بين 1 ديسمبر 2017 ومارس 2020، وفقاً لبيانات مشروع الأمم المتحدة لمراقبة المدنيين.
وبينت الدراسة أن 16 بالمائة من الأطفال لا يستطيعون الاسترخاء، و18 في المائة لا يشعرون بالأمان، و51 في المائة يشعرون بالحزن، فيما أفاد 36 بالمائة من الأطفال أنهم لا يستطيعون التحدث إلى أي شخص حولهم عندما يشعرون بالحزن أو الانزعاج.
ووفقًا لنتائج دارسة منظمة أنقذوا الأطفال، يخبر 38 في المئة من مقدمي الرعاية عن زيادة في كوابيس الأطفال، كما أفاد 8 بالمائة من مقدمي الرعاية بزيادة التبول اللاإرادي.
وكثيرًا ما تمّ الكشف عن الآثار النفسية المروّعة التي تتسبب فيها الجرائم الحوثية ضد السكان، وتسبُّب المليشيات في أزمة فقر حادة التهمت أكثر السكان.
وبحسب تقرير مشترك لمنظمة هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين، فإنّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
وتسبّب الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وكشف إحصاء دولي جديد عن حجم المأساة الإنسانية المروّعة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، لا سيّما فيما يتعلق بالحالة الصحية لملايين الأطفال.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
وتقول الأمم المتحدة إنّ اليمن يمرّ بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 80% من سكانه إلى المساعدات الإغاثية العاجلة.