الحوثيون وأسواق القات.. المليشيات تمنح كورونا رخصة الانتشار
في الوقت الذي تكثر فيه الإجراءات الاحترازية في مختلف دول العالم لكبح جماح تفشي فيروس كورونا، فإنّ المليشيات الحوثية تمارس كثيرًا من التراخي على النحو الذي يهدِّد بانتشار الجائحة.
تناولت إذاعة "مونت كارلو الدولية" الفرنسية، استمرار حركة الزحام في أسواق القات بصنعاء رغم التحذيرات من انتشار فيروس "كورونا" المُستجد.
وقالت الإذاعة إن الأسواق تكتظ بالسكان الراغبين في التزود بالنبتة المخدرة، غير مكترثين بقواعد التباعد الاجتماعي.
ولفتت إلى أن صنعاء تجاهلت تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن تفشي فيروس "كورونا"، سيؤدي إلى كارثة إنسانية بسبب القطاع الصحي المنهار.
ونقلت الإذاعة عن سكان صنعاء، مطالبهم بنقل الأسواق إلى أماكن مفتوحة لمنع الازدحام الشديد.
وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، قد أغلقت قبل أيام، أحد أكبر الأسواق ازدحاما في صنعاء، ومنعت الدخول إليه والخروج منه.
وقال شهود عيان لموقع "المشهد العربي" إن أطقما عسكرية للمليشيات طوقت سوق باب السلام، وأجبرت المحال التجارية على الإغلاق، ومنعت الدخول والخروج من المنطقة.
وأضافت المصادر أن إغلاق السوق جاء بعد حالة اشتباه بفيروس كورونا، فيما أكدت مصادر طبية في صنعاء أن الإجراءات الحوثية السابقة بالتعامل مع الحالات المشتبهة بفيروس كورونا, تؤكد احتمالية كبيرة لانتشار الفيروس.
وتفاقمت المأساة الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على النحو الذي كبَّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة، في وقتٍ تتهم فيه المليشيات بأن تمارس تعتيمًا حول ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في مناطقها.
ووجّه وزير الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها طه المتوكل تعميمًا جديدًا يطالب المستشفيات العامة والخاصة بتحويل كافة حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد إلى المستشفيات المعتمدة لعلاج فيروس كورونا المستجد.
مصدر طبي في صنعاء أبلغ "المشهد العربي" أنّ التوجيه الجديد جاء بعد تزايد حالات الوفاة بالالتهابات الصدرية, ورفض مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، إجراء فحوصات كورونا لها, بسبب المعايير التي أعدتها سابقا ومنها أن يكون الخاضع للفحص عائدا من خارج اليمن.
وأضاف المصدر أنّه بسبب هذه الشرط رفضت عناصر مليشيا الحوثي في المختبر المركزي إجراء فحوصات لعشرات الحالات المشتبهة بكورونا، وأشار إلى أن التعميم الجديد الصادر عن وزير الصحة الحوثي تراجع عن هذا الشرط .
وترفض المستشفيات في صنعاء استقبال حالات الالتهاب الرئوية الحادة خشية كورونا, كما ترفض المستشفيات الخاصة بكورونا استقبالهم بحجة أنها مخصصة لاستقبال الحالات المؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا، وهو ما تسبب بوفاة الكثير من المرضى.
ووفق المصدر فإن المستشفيات المخصصة لمرضى كورونا ستبدأ استقبال جميع الحالات المشتبهة وإجراء الفحوصات لها وفق التعميم الجديد.
وسبق أن حذّر أطباءٌ متخصصون في محافظة صنعاء من طريقة تعاطي مليشيا الحوثي مع مخاطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا ذلك كارثة تهدد 30 مليون شخص.
وفي هذا السياق، فقد كشف وهاج المقطري الذي أوكل له الحوثيون مهمة إعداد بروتوكول علاجي لكورونا عن منع المليشيات فحص حالات الاشتباه بكورونا لكل من تظهر عليه أعراض المرض وتوجيه عملية الفحص عن إنفلونزا الخنازير H1N1، معتبرًا ذلك تسترًا مقصودًا من قبل لجنة الطوارئ الحوثية على الوباء الذي ينتشر في العالم بشكل مرعب.
وانتقد المقطري تشخيص ثماني حالات وفاة شهدها المستشفى الجمهوري خلال الأربعة الأيام الماضية على أنها التهاب جهاز تنفسي وخيم، وقال إنّه من غير المعقول أن يموت 8 أشخاص بإنفلونزا الخنازير في وقت ذهب موسم المرض وطالب بلجنة طبية لتقييم الحالات بشكل دقيق.
وصرّح المقطري: "تقييم الحالات خاطئ وقاتل، حيث السؤال الذي تعتبره لجان الفحص أساس التشخيص هو (هل سافرت إلى الخارج أم لا؟) لم يعد ذو قيمة مطلقا في التشخيص لأن المسافرين تم تهريبهم من المنافذ بالعشرات وقد اختلطوا بالمئات من السكان".
وأضاف: "ما بوسعي أن أقوم به هو تحذير الناس وانتشالهم من وضعية النعام فقط"، مشيرًا إلى أنّ كورونا لا يحصد في البداية ولا يتفشى سريعًا، مستشهدًا بوضع سوريا والصومال حيث لا تزال عندهم الحالات قليلة جدا رغم أنه مضى أسبوعين على اكتشاف المرض.
وحذّر المصدر نفسه من أنّ "كورونا" يبدأ في المجتمع تدريجيًّا وإذا لم تكتشفه الدولة لفترة يبدأ بعد ذلك بالتفشي بمتتالية هندسية (تصاعد متضاعف) ويحصد الناس وقد وصلت الأعداد بالآلاف كما فعل تماما في إيران وإيطاليا وغيرهما.
وكانت تقارير قد حذّرت من تبعات ونتائج كارثية في شتى المجالات في حالة تسلل فيروس كورونا إلى اليمن، في ظل التدهور الحاد في القطاع الصحي الذي بات شبه مدمر.
واضطر العديد من اليمنيين إلى إيقاف أعمالهم مؤقتا وبقائهم في منازلهم حرصا على سلامتهم من الفيروس، فيما يشكو آخرون من أن المخاوف من انتشار الفايروس قد أدى إلى ضرب حركة السكان في الأسواق والمؤسسات وغيرها.