لهذه الأسباب.. الشرعية تراوغ مجدداً هرباً من اتفاق الرياض
ضاعفت أطراف إقليمية عدة من ضغوطاتها على الشرعية للانصياع إلى بنود اتفاق الرياض وتطبيقها على الأرض، غير أن الضغوطات لم تترك أثراً على أرض الواقع حتى الآن، إذ أن الشرعية مازالت تراوغ مجدداً بحثاً عن منفذ يمكنها من عدم تطبيقه، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الموقف.
في البداية تدرك الشرعية جيداً أنها لن تتمكن من إقناع جميع أعضائها بالاتفاق لأنها تخضع بالأساس لهيمنة مليشيات الإصلاح الرافضة للاتفاق من الأساس، وبالتالي فإن أي خطوة تقارب تجاه الاتفاق قد يؤدي إلى تفكك الشرعية وعدم وجودها على الأرض من الأساس وبالتالي فهي تحاول اللعب على جميع الحبال من دون إرضاء طرف وإغضاب آخر، غير أن ذلك لن يدوم طويلاً لأنها سيصيبها التفكك لا محالة.
وكذلك فإن الشرعية تتيقن من أن تطبيق اتفاق الرياض سيؤدي إلى تغيير بنيتها الحالية بحسب البنود السياسية للاتفاق، وهو ما يجعل وزرائها يخشون من فقدان مناصبهم حال جرى التوافق على تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي فإن فساد وزرائها سيكون مكشوفاً أمام الجميع وقد يكون هناك محاكمات قد تطال هذه العناصر التي تتشبث بمناصبها.
كما أن الشرعية لديها اتفاقيات سرية مع مليشيا الحوثي والتي ترتب عليها تسليم الجبهات في الشمال وبالتالي فإنها لن يكون بإمكانها توجيه سلاحها بوجه العناصر المدعومة من إيران وفقاً لهذه الاتفاقيات التي تراعا دولاً إقليمية تتمثل في قطر وتركيا وإيران، كما أن انسحابها من شبوة وأبين يهدد مصير قواتها في مأرب إذ أن الحوثي بانتظار أي خطوة تقارب بين الشرعية والتحالف ليقوم بالانقضاض على المحافظة التي تشكل معقل رئيسي لمليشيات الإصلاح.
بالإضافة إلى ما أعلنه الشاعر عبدالله الجعيدي، والذي أكد أن قيادات حكومة الشرعية يبحثون عن مصالحهم الذاتية فقط ولذلك يصارعون على إطالة الحرب.
وقال في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "حكّام وأحزاب ووزراء ومسئوليي اليمن لا يبحثون عن مصلحة أحد كما يبحثون عن مصالحهم الذاتية فجميعهم لا يتصارعون على تحرير أو رفع معاناة أو ظلم عن كاهل وطن أو مواطن".
وأضاف: "فصراعهم هو على إطالة الحرب والحصول على الأموال والمناصب التي لا يبحثون عن سواها حتى وأن كانوا محشورين داخل أحد الفنادق".
ويرى مراقبون أن تصعيد الشرعية في الجنوب خلال الأيام الماضية وتجاهلها لدعوات تنفيذ اتفاق الرياض يعني أنها اتخذت قرارها بالمضي قدماً نحو اللجوء إلى الإرهاب ويؤكد على عدم وجود نية لديها لتنفيذ الاتفاق بالرغم من الضغوطات المفروضة عليها، وقد تلجأ مجدداً إلى إيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بأنها ماضية على تنفيذه من دون أن تترجم ذلك في شكل خطوات ملموسة على الأرض، لكنها في نهاية الأمر لن تتخلى عن علاقتها بتركيا وقطر وإيران طالما ظل تنظيم الإخوان مهيمناً عليها.
لا تدرك الشرعية أنها بذلك التصعيد تسير في طريق اللا عودة، لأنها قد تبدد جميع المحاولات السياسية نحو تنفيذ اتفاق الرياض ولن يكون بإمكانها الجلوس على طاولة المفاوضات مرة أخرى من دون أن تُنهي ما ترتب على خروقاتها خلال الأشهر الماضية، فيما تشير جميع تصرفاتها أنها ماضية في طريق الفوضى.