هجمات الحوثي البالستية.. فتّش عن التسليح الإيراني
في الوقت الذي تستعر في الهجمات الحوثية سواء في اليمن أو في المنطقة وتحديدًا على المملكة العربية السعودية، فإنّ الأنظار سرعان ما تتجه إلى الدول التي تمنح المليشيات هذه الإمكانيات العسكرية الكبيرة.
المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي كشف عن إطلاق مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، صاروخين بالستيين من صنعاء.
وقال في بيان، إنّ المليشيات الإجرامية استخدمت الأعيان المدنية لإطلاق الصاروخين، وأوضح أن الصاروخ الأول سقط بعد مسافة 121 كيلو متر في محافظة عمران، كما سقط الصاروخ الثاني بعد مسافة 148 كيلو متر في محافظة صعدة.
وشدد متحدث التحالف على استمرار المليشيات الحوثية في انتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الصواريخ البالستية وسقوطها عشوائياً على المدنيين، والتجمعات السكانية.
ووصف هذه الأعمال العدائية باستخدام الصواريخ البالستية بأنها تمثل استمراراً لاختراقات المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لمبادرة وقف إطلاق النار.
وفيما تملك المليشيات الحوثية هذه الأسلحة المروعة التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، فإنّ إيران تعتبر هي الداعم الرئيسي للمليشيات التي باتت أشبه بـ"سلاح" تستخدمه طهران في حرب بالوكالة لزعزعة أمن المنطقة.
ويُمثّل الدعم الإيراني للحوثيين أحد أهم الأسباب التي مكّنت المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الأمد الراهن، وهو ما كبّد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة.
وهذا الأسبوع، فضحت الإدارة الأمريكية الدعم الذي تقدِّمه إيران عبر الحرس الثوري، للمليشيات الحوثية على النحو الذي مكّن "الأخيرة" من البقاء حتى الوقت الراهن.
السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل قال إنّ وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على مواطن إيراني عراقي وشركة يملكها لتهريب الأسلحة لدى الحوثيين.
وأضاف: "فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أمير ديانات، العميل بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وعلى شركة الطائف لخدمات التعدين التي ينتمي إليها، وذلك لتهريب أسلحة إلى الحوثيين، وانتهاك العقوبات وقوانين غسيل الأموال، وهذا مثال آخر على نفوذ إيران في اليمن.
و"أمير ديانات" هو إيراني عراقي وشركة الطائف يملكها، ويعرف بارتباطه بالحرس الثوري الإيراني.
وفي بيان أصدرته وزارة الخزانة، اتهمت الوزارة شركة الطائف للتعدين بجمع إيرادات للحرس الثوري وتهريب أسلحة إلى الخارج.
وأضاف البيان أن رئيس الشركة مساعد لمسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، وأنه دعم لسنوات عمليات تهريب الأسلحة التي يقوم بها الحرس الثوري، وأشار إلى أنّ "أمير ديانات" مشترك بشكل مباشر في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن.
ومؤخرًا، سلّط تقرير أمريكي الضوء على دعم طهران للحوثيين، حيث أكّد معهد "ذي أمريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسة الدولية، وجود مستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة صنعاء، وقد اعترفت إيران بسفير الحوثيين لديها الصيف الماضي.
وقال المعهد إنّ تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين "أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني.
وتحدّث التقرير الأمريكي عن قيام مليشيا الحوثي بالتلاعب بموارد المساعدات الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم، ورأى أنَّ التعليق الجزئي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية الأمريكية على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، يمثل خطوة إيجابية.
وشدد على أنّه يجب على الولايات المتحدة قيادة الجهود للتفاوض على تسويات شاملة لتقليل الصراعات، خاصة حيث يتواجد تنظيما القاعدة وداعش، لأن هذه التنظيمات تتقوى في ظل تلك النزاعات.
إقدام المليشيات الحوثية على مثل هذه الجرائم لم يكن ليحدث من دون حصول هذا الفصيل الإرهابي على دعمٍ واسع من إيران على مدار السنوات الماضية.
وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجّه - في كلمة مصورة - الشكر للدولة التي حافظت على بقاء مليشياته طيلة هذه السنوات، والحديث هنا عن إيران التي حظيت بإشادة خاصة من زعيم المليشيات ووصف موقفها بـ"أوضح وأصدق موقف".
وعلى مدار السنوات الماضية، حظيت المليشيات الحوثية بصنوفٍ عديدة من الدعم العسكري من قِبل إيران، على النحو الذي أطال من عمر هذا الفصيل الإرهابي.