حديث الميدان.. جبهات الحديدة تشهد على انكسار الحوثي
على الرغم من خروقاتها المتواصلة للهدنة التي أعلنها التحالف العربي، فإنّ المليشيات الحوثية تواصل تكبُّد الخسائر على الجبهات، لكنّها ترد على ذلك بالتوسُّع في التجنيد الإجباري.
ففي مديريتي بيت الفقيه والدريهمي، حقَّقت القوات المشتركة إصابات مباشرة في مواقع لبقايا جيوب مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، موقعةً قتلى وجرحى في صفوف عناصرها.
مصادر عسكرية أكّدت أنَّ وحدات من القوات المشتركة في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، رصدت تعزيزات لبقايا جيوب المليشيات قادمة من جهة مدينة ومزارع الحسينية، وتعاملت معها وأجبرتها على الفرار.
ووثق مقطع مصور مصرع عنصرين حوثيين لحظة تسللهما وشروعهما في تجهيز تحصينات شرق الجاح.
وفي الدريهمي، قصفت مدفعية القوات المشتركة موقعين للمليشيا الحوثية شمال غرب مركز المديرية عقب استهدافها قرى ومزارع المواطنين.
ميدانيًّا أيضًا، كبّدت القوات المشتركة مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، خلال الساعات الماضية، خسائر بشرية فادحة جراء محاولة تسلل فاشلة وخروقات متفرقة جنوب محافظة الحديدة.
وأكدت مصادر عسكرية أن المليشيا الحوثية دفعت بالعشرات من عناصرها المتمركزين في مناطق نائية صوب ضواحي مدينة حيس، وسرعان ما أجبرت على الفرار بعد مصرع وجرح عدد منهم.
وأوضحت المصادر أنَّ العناصر المتسللة كانت مرصودة بدقة منذ لحظة استعداداتها وانطلاقها من قريتي المقانع والشعينة، الأمر الذي ساعد على إحباط هجومها.
وفيما تمنى المليشيات بخسائر ضخمة على مختلف الجبهات، فإنّها تلجأ إلى تعويض خسائرها عبر التوسّع في التجنيد القسري للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وهذا الأسبوع، أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، تعميما بالتجنيد الإجباري من الحارات والأحياء الواقعة تحت سيطرتها.
وتهدف المليشيات من القرار إلى سد العجز في صفوفها، على الرغم من دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، لتوحيد الجهود في مواجهة خطر كورونا.
وتتوسّع المليشيات الحوثية في ممارسة جريمتها المعتادة التي تتمثّل في تجنيد المدنيين، الذي دفعوا أبشع الأثمان بسبب هذا الجُرم الكبير.
وقبل أسابيع، أطلقت مليشيا الحوثي في محافظة إب حملة تجنيد إجبارية في عدة مناطق، للتغطية على خسائرها خلال الفترة الأخيرة.
وألزمت مليشيا الحوثي البلدات في محافظة إب، برفد الجبهات بعناصر منها للقتال في صفوفها، وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات أجبرت كل بلدة على الدفع بأربعة أشخاص من أبنائها كمجندين للقتال معها في بعض الجبهات.
وضمن هذا المخطط الحوثي، توسّعت المليشيات الحوثية في اختطاف المدنيين، ضمن حملات ترهيب تستهدف إثارة الرعب في قلوب المواطنين، سواء من أجل ابتزازهم وجني الأموال منهم من جانب، أو الزج بهم إلى جبهات القتال.
ولا تُضيِّع المليشيات الحوثية الموالية لإيران أي فرصة تجاه التوسُّع في التجنيد الإجباري والزج بالمدنيين في جبهات القتال لتعويض خسائرها الميدانية الموسعة.
وكان فيروس كورونا والمخاوف التي سبّبها على مستوى العالم وسيلة استغلتها المليشيات الحوثية من أجل تجنيد مزيدٍ من المدنيين وضمهم إلى صفوفها؛ بغية الزج بهم إلى جبهات القتال.
وعلى الرغم من إعلان المليشيات وقف عمل المدارس والجامعات خشية انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أنّها تمضي على قدمٍ وساق في إقامة الفعاليات والاحتفالات الحاشدة في ذكرى مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.
وتصر المليشيات الحوثية على إقامة هذه الفعاليات ذات الصبغة الطائفية في صنعاء وغيرها من المحافظات، مع استغلالها انتشار الفيروس في العالم من أجل استقطاب مزيد من المجندين للقتال في صفوفها، بحجة أنَّ هذا هو السبيل الوحيد لحمايتهم من الإصابة بالمرض.