مخاطبات الإدارة الذاتية.. عدالة القضية الجنوبية تطير حول العالم
تولي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، اهتمامًا كبيرًا للعمل الدبلوماسي على النحو الذي ينقل صوت الجنوب الحر والعادل إلى العالم أجمع.
وبعثت الإدارة العامة للشؤون الخارجية، بالمجلس الانتقالي الجوبي، رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن، والمبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، حول الأوضاع القائمة في العاصمة عدن والجنوب.
واستعرضت الرسالة حيثيات قرار إعلان الطوارئ وفرض الإدارة الذاتية في الجنوب، والدواعي الضرورية لهذه الخطوة.
وطرح المجلس الانتقالي الجنوبي، في رسالته، تصوره للمرحلة المقبلة، مشددا على التزامه بمبدأ الشفافية لتحقيق الإدارة الرشيدة.
وقال محمد الغيثي، نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي، إن الرسالة وثقت سياسة العقاب الجماعي الذي مارستها حكومة الشرعية على شعب الجنوب.
وأوضح أن المجلس أكد أن تركيزه ينصب حاليًا لمعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وحماية السكان في الجنوب، ومواجهة جائحة كورونا.
ولفت إلى تأكيد الرسالة على أهمية وضرورة تنفيذ اتفاق الرياض، معربا عن تقدير المجلس للمواقف التي شددت على أهمية قضية شعب الجنوب.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى رؤية هذا الاعتراف ينعكس في جوهر العملية التي تقودها الأمم المتحدة بالإضافة إلى الضمانات الدولية اللازمة".
وعبر عن دعم المبعوث الأممي واستعداد المجلس للقيام بدوره في عملية السلام، وكشف عن إبلاغ المجلس الانتقالي الجنوبي، اعتزامه مواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين، والأصدقاء الدوليين، لمواجهة التهديدات التي يشكلها الإرهاب والتطرف.
وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، قد أعلنت قبل أيام، حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وقررت عقب اجتماع طارئ بحضور القيادات العليا للجيش الجنوبي، منذ قليل، إعلان الإدارة الذاتية للجنوب بدءا من ليل السبت "الماضي".
ونص القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ودعت الهيئة الجماهير إلى الالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب.
كما قررت تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد في الهيئات المركزية والمحلية، بتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في المحافظات.
وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللجان الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب، بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب.
وطالبت الهيئة محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب إلى الاستمرار في أعمالهم.
ودعت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية لتحقيق أمن واستقرار شعب الجنوب، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وأرجعت الهيئة قرارها إلى تزايد المؤامرات وعدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر وإهمال أسر الشهداء والجرحى ودعم الإرهاب وقوى التطرف وانهيار الخدمات العامة.
وأشارت إلى استمرار صلف حكومة الشرعية وتسخيرها موارد وممتلكات شعب الجنوب في تمويل أنشطة الفساد وتهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق الرياض بالتزامن مع صمت غير مبرر من الأشقاء في التحالف العربي.
خطوة إعلان الإدارة الذاتية تزامن معها تحركات دبلوماسية واسعة، حيث كان الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد تلقّى اتصالًا هاتفيًّا، من نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف.
تطرق الطرفان قرار المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان حالة الطوارئ وفرض الإدارة الذاتية في الجنوب.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن الاتصال تناول "الأساس المنطقي" لقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي.
واستعرض الرئيس الزُبيدي الدوافع السياسية والإنسانية في جنوب لإعلان الإدارة الذاتية في محافظات الجنوب والعاصمة عدن، وقال إن تدابير المجلس تهدف إلى إيجاد حلول فعالة للمشكلات الإنسانية نتيجة السيول الأخيرة غير المسبوقة، وخطر انتشار عدوى فيروس كورونا.
بدوره، عبر نائب وزير الخارجية الروسي عن تطلعه إلى إيجاد حلول للقضايا العالقة في البلاد من خلال حوار شامل، وبمساعدة المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث.
دبلوماسيًّا أيضًا، استعرض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عمرو البيض، خلال لقاء المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الحالة في الجنوب.
وطرح موقف المجلس الانتقالي الجنوبي من تطورات الأوضاع في الجنوب واليمن، أمام دبلوماسيين ومراكز بحوث وصحفيين.
وتبذل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" جهودًا ضخمة من أجل العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر، وهو استعادة دولة الجنوب عبر فك الارتباط.
وتأكيدًا لذلك، كشف الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.
ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.