الجبهات تشهد على سقوط القيادات.. كيف ينكسر الحوثيون؟
تواصل المليشيات الحوثية تلقي الصفعات العسكرية في مختلف جبهات القتال، وسط تعدّد للخسائر التي تمنى بها.
ففي الساعات الماضية، قتل أحد القادة العسكريين البارزين لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في منطقة حدودية مع السعودية.
ونعى قياديون وناشطون في المليشيات الإرهابية اللواء المدعو محمد الحمران قائد القوات الخاصة في محافظة صعدة.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ القيادي المدعو الحمران قتل في هجوم فاشل على جبهة مجز في صعدة القريبة من الحدود السعودية.
وأضافت أنّ حمران من القادة المقربين من زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، وهناك علاقة مصاهرة بين أسرته وأسرة الحوثي.
ويعد ثاني قائد لهذه القوات الحوثية الإرهابية الذي يقضي في منطقة حدودية، حيث لقي سلفه القيادي الحوثي العميد المدعو عمار بن محمد الهندي مصرعه بغارة للتحالف في منطقة حدودية ديسمبر الماضي.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، انكسارًا كبيرًا للمليشيات الحوثية التي منيت بالعديد من الخسائر الضخمة، فقدت على إثرها المليشيات كثيرًا من قادتها وعناصرها.
وخلال الأسبوع الأول من شهر مايو الجاري، دفنت مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، جثامين العشرات من قتلاها.
ودفنت مليشيا الحوثي جثامين 59 من قتلاها بينهم قيادات ميدانية بارزة برتب نقيب وعميد وملازم، خلال الأيام السبعة الماضية.
وبحسب مصادر مطلعة، لا تزال تحافظ محافظة صنعاء على في ترتيبها الأول من ضمن المحافظات بواقع 13 قتيلاً، ليليها هذه المرة محافظة عمران والتي نالت نصيبها بـ 11 قتيلاً أغلبهم قيادات ميدانية.
محافظات ذمار وصعدة وحجة تعادلت فيما بينهما من حيث قتلى المليشيات، إذ نالت كل محافظة نصيبها بـ6 قتلى، يتبعهما محافظة الحديدة والتي نالت نصيبها بخمسة قتلى، بينما نالت محافظة إب نصيبها هذه المرة بأربعة قتلى، و3 قتلى في المحويت، ومثلهما في البيضاء.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، دفنت المليشيات حوالي 1430 قتيلاً من عناصرها العديد من المحافظات، وهذا الأسبوع هو الوحيد الذي انخفضت فيه نسبة القتلى في صفوف المليشيات.
وفيما تمنى المليشيات بخسائر ضخمة على مختلف الجبهات، فإنّها تلجأ إلى تعويض خسائرها عبر التوسّع في التجنيد القسري للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وهذا الأسبوع، أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، تعميما بالتجنيد الإجباري من الحارات والأحياء الواقعة تحت سيطرتها.
وتهدف المليشيات من القرار إلى سد العجز في صفوفها، على الرغم من دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، لتوحيد الجهود في مواجهة خطر كورونا.
وتتوسّع المليشيات الحوثية في ممارسة جريمتها المعتادة التي تتمثّل في تجنيد المدنيين، الذي دفعوا أبشع الأثمان بسبب هذا الجُرم الكبير.
وقبل أسابيع، أطلقت مليشيا الحوثي في محافظة إب حملة تجنيد إجبارية في عدة مناطق، للتغطية على خسائرها خلال الفترة الأخيرة.
وألزمت مليشيا الحوثي البلدات في محافظة إب، برفد الجبهات بعناصر منها للقتال في صفوفها، وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات أجبرت كل بلدة على الدفع بأربعة أشخاص من أبنائها كمجندين للقتال معها في بعض الجبهات.
وضمن هذا المخطط الحوثي، توسّعت المليشيات الحوثية في اختطاف المدنيين، ضمن حملات ترهيب تستهدف إثارة الرعب في قلوب المواطنين، سواء من أجل ابتزازهم وجني الأموال منهم من جانب، أو الزج بهم إلى جبهات القتال.
ولا تُضيِّع المليشيات الحوثية الموالية لإيران أي فرصة تجاه التوسُّع في التجنيد الإجباري والزج بالمدنيين في جبهات القتال لتعويض خسائرها الميدانية الموسعة.
وكان فيروس كورونا والمخاوف التي سبّبها على مستوى العالم وسيلة استغلتها المليشيات الحوثية من أجل تجنيد مزيدٍ من المدنيين وضمهم إلى صفوفها؛ بغية الزج بهم إلى جبهات القتال.
وعلى الرغم من إعلان المليشيات وقف عمل المدارس والجامعات خشية انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أنّها تمضي على قدمٍ وساق في إقامة الفعاليات والاحتفالات الحاشدة في ذكرى مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.
وتصر المليشيات الحوثية على إقامة هذه الفعاليات ذات الصبغة الطائفية في صنعاء وغيرها من المحافظات، مع استغلالها انتشار الفيروس في العالم من أجل استقطاب مزيد من المجندين للقتال في صفوفها، بحجة أنَّ هذا هو السبيل الوحيد لحمايتهم من الإصابة بالمرض.