تعذيبٌ وحشي يفضي إلى موت فظيع.. مأساة في سجون حوثي

الأحد 10 مايو 2020 00:36:19
تعذيبٌ وحشي يفضي إلى موت فظيع.. مأساة في سجون حوثي

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي كثيرًا من الانتهاكات ضد المدنيين الذين اختطفهم وزجّ بهم في سجونٍ يُنظر إليها بأنّها مقاصل للموت.

جريمة حوثية مؤسفة كشفتها أسرة المختطف في سجون المليشيات عبدالله طاهر الشرعبي، عن وفاته إثر تعذيبه بوحشية.

ووثقت صورٌ للضحية، وفاته متأثرًا بآثار تعذيب شديدة بأماكن متفرقة من جثمانه، وجروح غائرة وندوب في مختلف أنحاء جسده.

وأودعت مليشيا الحوثي الإجرامية، الضحية في سجن مدينة الصالح بمنطقة الحوبان شرق تعز، بعد اعتقاله، وأخضعته لأبشع صنوف التعذيب.

وتُمثِّل سجون المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بمثابة "مقاصل" يذوق فيها المعتقلون والمختطفون الموت في كل ثانية تمر عليهم داخل هذه الأوكار سيئة السُمعة.

ومؤخرًا، أقدمت مليشيا الحوثي على مصادرة وجبات الطعام ومبالغ مالية يقدمها الأهالي لأبنائهم النزلاء بسجن البحث الجنائي في محافظة صنعاء.

وقالت مصادر محلية إنَّ جنود وعناصر المليشيات في بوابة إدارة سجن البحث الجنائي يقومون بأخذ وجبات الطعام من أهالي نزلاء السجن بالإضافة إلى مبالغ مالية زاعمين قيامهم بإيصالها إليهم لكنها لا تصلهم أبدًا.

وأضافت أنَّ جنود وعناصر المليشيات يرفضون السماح بزيارة الأهالي للسجناء وإدخال الطعام والمال إليهم بذريعة صدور قرار من المليشيات بذلك كإجراء احترازي من وباء "كورونا".

وأشارت المصادر إلى أنّ رقم الهاتف الذي خصصته قيادة المليشيات للشكاوى والبلاغات ضد أي ممارسات بحق المواطنين في أقسام الشرطة والمناطق الأمنية والسجون لا يجيب.

وناشد أهالي نزلاء سجن البحث الجنائي المنظمات الحقوقية والإنسانية بوقف ممارسات النهب والابتزاز التي تقوم بها المليشيات الحوثية بحقهم.

ففي هذا السياق، حذّرت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير سابق لها، من خطورة الأوضاع الحالية بسجون مليشيا الحوثي وإمكانية تسببها في تفشي فيروس "كورونا" الجديد بين المعتقلين.

وقالت الصحيفة إن الوضع الهش للسجناء والمحتجزين، يجعلهم عرضة لخطر كبير في حال تفشي الفيروس داخل السجون والمعتقلات، وأوضحت أنّ المليشيات الحوثية تدير ظهرها للنداءات المتكررة من كثير الجهات، بإطلاق سراح آلاف المختطفين على خلفية خطر فيروس "كورونا".

وشددت على أنّ إدارات تلك المعتقلات لا توفر أي إجراءات وقائية أو احترازية أو علاجية في مواجهة الأوبئة، وكل ما تقدمه للمرضى المهدئات ولا يوجد فيها كوادر طبية مؤهلة.

وأشارت إلى عدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية والنظافة العامة في السجون والمعتقلات، إلى جانب عدم حصول السجناء على كفايتهم من الماء النظيف الصالح للشرب.

وسبق أن دعت جهات حقوقية إلى إطلاق كافة المحتجزين والمعتقلين بطريقة تعسفية، والكشف عن مصير كل المختفين قسريًّا في السجون الحوثية، داعيةً إلى إغلاق السجون والسماح للقضاء بمباشرة دوره الدستوري والقانوني عليها.

وتحدّثت المصادر الحقوقية عن عشرات المعتقلين الذين يموتون تحت التعذيب والمعاملة اللاإنسانية في السجون الحوثية، وحذَّرت من كارثة وشيكة قد تحل بالسجون في حال انتشر فيروس كورونا في اليمن بسبب ضعف الإمكانيات الصحية في هذه السجون.

وكان فريق من الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن قد دعا لإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين السياسيين، وقال - في بيان: "هذه الظروف التي تتعارض بشكل بالغ مع معايير القانون الدولي فيما يتعلق بالحق في الوصول للصحة الملائمة تعرّض المحتجزين لاحتمال كبير للوفاة في حالة الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19".

وأشار الفريق لما يعانيه اليمن من الافتقار للغذاء الكافي والمعايير الدنيا للنظافة والرعاية الصحية للمحتجزين الذين غالبًا ما يكونون في حالة صحية سيئة بسبب العنف الذي يتعرضون له.

وأعرب فريق الخبراء عن قلقه البالغ إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس كوفيد-19 بين المحتجزين والسجناء، وطالب باتخاذ إجراءات سريعة مماثلة لإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين السياسيين من السجون.

وأوضح الفريق أنّ الوضع الهش للسجناء والمحتجزين يجعلهم بشكلٍ خاص أكثر عرضة لخطرٍ كبير إذا ظهر فيروس كوفيد-19 في السجون وغيرها من مرافق الاحتجاز وذلك بسبب ظروف الاعتقال المروعة.

وتسود مخاوف بشأن تعرُّض الآلاف للموت داخل سجون مليشيا الحوثي، جراء الاحتمالات المتصاعدة بانتشار فيروس "كورونا" الجديد بصنعاء، وفق صحيفة الشرق الأوسط التي قالت إنَّ المخاوف تتصاعد من انتشار "كورونا" بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي دون غيرها من المناطق بسبب الأوضاع الصحية.

وعن أوضاع السجون في ظل تلك الأزمة، سيكون آلاف المعتقلين في سجون مليشيا الحوثي في مواجهة مُحتملة مع الوباء في ظل تدهور القطاع الصحي وغياب الرعاية اللازمة للسجناء.

وأدارت المليشيات الحوثية ظهرها لتلك التحذيرات والمطالبات التي أعلنتها العديد من الجهات الدولية، بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين.