سياسة الانتقالي الناجحة تدعم قوته في وجه الشرعية وتنجز الإدارة الذاتية

الاثنين 11 مايو 2020 23:42:00
سياسة الانتقالي الناجحة تدعم قوته في وجه الشرعية وتنجز الإدارة الذاتية

اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي سياسية "النفس الطويل" في مواجهته لمراوغات الشرعية التي لم تتوقف منذ التوقيع على اتفاق الرياض منذ ستة أشهر، غير أن هذه السياسية مكنته من حصد جملة من المكاسب التي يأتي على رأسها تمكنه من إعلان الإدارة الذاتية في الجنوب، وفي الوقت ذاته استعداده عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً لمواجهة إرهاب الشرعية الذي طال أبين، اليوم الاثنين.

سياسية النفس الطويل ظهرت واضحة في تعامله مع خروقات الشرعية المتتالية لاتفاق الرياض، ففي كل مرة كانت تقوم فيها الشرعية بتحشيد قواتها في شبوة وأبين كان الانتقالي يتعامل بهدوء منقطع النظير مع تلك التحرشات بحيث لا يكون هو الطرف المفسد للاتفاق وبما لا يؤدي إلى جره لمعركة تسعى إليها الشرعية ولن تكون في صالح الجنوب، وهو ما مكنه من الاستعداد جيداً لمواجهة الحشود التي حاولت اختراق عدن قبل شهر ونصف تقريباً، وتكرر الأمر مرة أخرى اليوم.

على المستوى السياسي أستطاع المجلس الانتقالي أن يثبت للعالم أجمع أنه جاد في تنفيذ بنود اتفاق الرياض بعد أن التزم بالتهدئة أملاً في تطبيق بنوده على الأرض، وفي المقابل فإنه تمكن من إعلان الإدارة الذاتية وأثبت قدرته على تطبيق قراراه في محافظات الجنوب وبالتحديد في العاصمة عدن، وتسلح بالأسانيد السياسية والقوة العسكرية في مواجهة مؤامرات الشرعية التي خسرت كثيراً بسبب إصرارها على اللجوء إلى العنف.

وجدد المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، تمسكه باتفاق الرياض، مؤكدا أهميته كوسيلة لعملية سلام طويلة الأمد بقيادة الأمم المتحدة.

وأدان المجلس الهجوم الذي شنّته حكومة الشرعية صباح ‪اليوم على القوات الجنوبية في محافظة أبين، وحذرها من تفجير الوضع هناك.

وأوضح أنه لم يعد أمام القوات المسلحة الجنوبية أي خيار غير الدفاع عن النفس، والأرض والعرض أمام الانتهاكات المستمرة من حكومة الشرعية، مؤكدا أن الشرعية لم تحترم أيا من بنود اتفاق الرياض، ولا تقيم أي اعتبار لحرمة شهر رمضان المبارك.

وأعلنت الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أن حكومة الشرعية فجرت الوضع عسكريا في أبين، في محاولة جديدة لإحباط جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتحالف العربي.

وأكدت، في بيان لها، أن المجلس الانتقالي الجنوبي التزم بمبادرة وقف إطلاق النار، وفقا لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة.

وأشار البيان إلى تحذير المجلس الانتقالي المستمر من نية قوات حكومة الشرعية تفجير الوضع عسكريا في أبين، من خلال إرسال قوات جديدة وإدخال عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش من مأرب والبيضاء والجوف عبر شبوة.

وأكد البيان أن حكومة الشرعية فجّرت صراعًا جديدًا، من خلال الهجوم الذي شنّته الساعة 6:50 صباح ‪اليوم بتوقيت العاصمة عدن، على القوات الجنوبية في محافظة أبين، وذلك بعد أشهر من الخروقات والاعتداءات التي نفذتها هذه الحكومة دون مبرر.

ولفت البيان إلى أن هذه الخطوات من حكومة الشرعية تثبت السلوك المشبوه وغير المسؤول والخطوات المتواصلة لإحباط جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وإحباط الجهود الكبيرة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالتركيز في حربها على التمرد الحوثي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتثبت مجددا أنها جزء من مشروع زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وجدد البيان تأكيد المجلس الانتقالي الجنوبي أهمية "اتفاق الرياض"، والدور المحوري للمملكة العربية السعودية كقائد للتحالف العربي.

واختتم البيان بتأكيد المجلس الانتقالي شراكته الإستراتيجية والتزامه ودعمه لجهود السلام والاستقرار، وحقه في الدفاع عن النفس والأرض والعرض، ومحاربة الإرهاب والتطرف.

ووجه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، اليوم الإثنين، خطابا إلى شعب الجنوب العربي، بعد تفجير الوضع عسكريا في أبين، أكد فيه أن الجنوب في حالة حرب مفتوحة مع القوى المعادية لمشروعه الوطني.

فيما طالب الرئيس عيدروس الزُبيدي القوات المسلحة الجنوبية، أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أعداء الجنوب، موضحاً أن الجنوب يواجه حرب مصيرية وعلى القوات المسلحة الجنوبية أن تكون على قدر المسؤولية للانتصار لأرواح الشهداء وحتى ينال شعب الجنوب حريته واستقلاله الذي ناضل من أجله طويلا.

وأشار إلى أن الجنوب في حالة حرب مفتوحة من القوى المعادية للمشروع الوطني الجنوبي وعلى رأسها تنظيمي القاعدة وداعش .

وطالب الزُبيدي خلال خطابه، أن يكون الجميع على أهبة الاستعداد لمؤازرة القوات المسلحة الجنوبية في جبهات القتال والدفاع عن الجنوب، مؤكدا أنه حانت اللحظة للدفاع عن الجنوب من مليشيا الحوثي والإخوان.

وأشار الزُبيدي، إلى أن إن هذه المعركة لا تعني الجنوبيون وحدهم، بل تعني دول الإقليم والعالم أجمع بما في ذلك من مصالح إستراتيجية تتعلق بحماية خطوط الملاحة البحرية والأمن والسلم الدوليين في خليج عدن وباب المندب.