النفس الطويل.. قراءة في تعامل الانتقالي في خروقات الشرعية

الأربعاء 13 مايو 2020 01:17:00
"النفس الطويل".. قراءة في تعامل "الانتقالي" في خروقات الشرعية

على مدار الأشهر الماضية، وقف الجنوب ممثلًا في قيادته السياسية "المجلس الانتقالي" ملتزمًا التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض الموقع مع حكومة الشرعية، في وقتٍ ارتكبت فيه الأخيرة صنوفًا عديدة من الخروقات والانتهاكات.

وفيما استعرت بنود المؤامرة الإخوانية على الجنوب في الفترة الأخيرة، وتجلّى ذلك في الهجوم الإرهابي الأخير في محافظة أبين الذي شنته المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، فلا يزال يتبع الجنوب سياسة النفس الطويل، فيما يتعلق بإفساح المجال نحو الحل السياسي إلا أنّ هناك خطوطًا حمراءً لن يكون مسموحًا بتجاوزها.

يتفق مع ذلك المحلل السياسي خالد الزعتر، الذي أكّد أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي تعامل مع ممارسات مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية الهادفة لضرب اتفاق الرياض بسياسة النفس الطويل.

الزعتر قال في تغريدة له على "تويتر": "تعامل المجلس الانتقالي الجنوبي وأبناء الجنوب باستراتيجية الصبر والنفس الطويل أمام الممارسات الإخوانية الهادفة لضرب اتفاق الرياض والحشد باتجاه عدن".

وأضاف: "مع الهجوم الإخواني على القوات الجنوبية في محافظة أبين كان لابد أن يلقى رداً جنوبياً وهو ما حصل".

وفي الوقت الذي يبدي فيه الجنوب التزامًا كاملًا حول بنود اتفاق الرياض، فإنّ هذا الالتزام لا يسلب من الجنوب حق الدفاع عن نفسه في مواجهة العبث الحاد الذي تمارسه المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.

ويُشير الواقع الراهن إلى أنّ الجنوب حدّد نقاطًا حمراء لا يسمح بتجاوزها، فمن جانب يبدي التزامًا ببنود اتفاق الرياض احترامًا وتقديرًا للتحالف العربي، وسعيًّا لتحقيق استقرار سياسي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عمل "إخوان الشرعية" على تحريف هذه البوصلة.

من الجانب الآخر، فإنّ الجنوب لن يترك أمنه واستقراره صيدًا سهلًا أمام الاعتداءات الإخوانية، ويلتزم بالدفاع عن نفسه أمام هذه المؤامرة، وهو ما يتجلّى واضحًا بين التصريحات الواردة من الحزام الأمني في أبين، الذي حذّر بمواجهة صارمة لأي استهداف لأمن الجنوب.

ويواجه الجنوب تحالفًا من الأشرار، فمن ناحية، تحمل حكومة الشرعية عداءً كبيرًا ضد الجنوب وقد حرّكت مليشياتها الإخوانية الإرهابية للنيل من أمن الجنوب واستقراره، عبر سلسلة طويلة من الاستهداف المسلحة، حمل ترويعًا للمواطنين من جهة، بالإضافة إلى تشويه بوصلة الحرب على الحوثيين من جهة أخرى.

في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية تستهدف الجنوب وتسعى للنيل من أمنه واستقراره، ضمن مؤامرة تنسق فيها مع المليشيات الإخوانية التي تعادي الجنوب وشعبه.

انتصارات القوات الجنوبية سواء على المليشيات الإخوانية أو شقيقتها الحوثية ترفع الهِمة وتزيد العزيمة لشعب الجنوب حول عدالة قضيته، وتُعلِي من ثقة شعبه بأنّ قيادته السيايسة والعسكرية لن تحيد عن مطلبه مهما كثرت وتزايدت التحديات على مدار الوقت.

كما أنّ هذه البطولات العسكرية تلقِّن كافة الفصائل والتنظيمات الإرهابية التي تتربص بالجنوب وتسعى للنيل من أمنه واستقراره كثيرًا من الدروس القاسية، بأنّ الموت والهلاك في انتظار كل من تسوِّل له نفسه محاولة العبث بأمن الوطن وشعبه.

جبهات القتال على الحوثيين كانت شاهدةً على بطولات خالدة وعظيمة سطّرتها القوات الجنوبية، إتساقًا مع المشروع العربي الذي يقوم به التحالف العربي في مواجهة المليشيات الحوثية الموالية لإيران.