الأزمة الصحية ومشكلة كورونا الكبرى.. مخاوف من الانفجار اليمني الشامل
في ظل بيئة صحية هي في الأساس متردية، تتوالى التحذيرات من أن يتسبَّب فيروس كورونا في مزيد من التدهور في الحالة الصحية باليمن.
ففي تقرير حديث، أكّدت الأمم المتحدة، أنَّ حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجلة رسميا في اليمن ارتفعت خمسة أضعاف في غضون أسبوع.
وقال بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن،"أنه في الأسبوع الماضي ارتفع عدد الاصابات خمسة أضعاف من سبع حالات، وأضاف أنّ الارتفاع المفاجئ في الحالات المصابة، يشير إلى أن الفيروس ينتشر دون اكتشافه منذ عدة أسابيع، وهو ماقد يؤدي إلى إرباك مرافق الرعاية الصحية.
وبحسب البيان، فإنَّ وكالات المعونة وضعت استراتيجية استجابة سريعة مع السلطات، لتقليل معدل انتقال العدوى بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك أولوية رئيسية أخرى هي حماية نظام الصحة العامة، الذي يواصل التركيز على احتواء الأمراض الفتاكة، بما في ذلك الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك والملاريا.
وكثيرًا ما دقّعت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، بشأن خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن.
وفي وقتٍ سابق من مايو الجاري، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إنَّ فيروس كورونا يهدد كل المنطقة إذا استمر تفشيه في اليمن، ونبه إلى ندرة الموارد الطبية والكوادر البشرية في اليمن، مشيرا إلى أنها "مشكلة كبرى".
وطالب بوقف إطلاق النار في اليمن، معتبرا أنه خطوة أساسية للعمل الإنساني، وحذر من أن أزمة كورونا سترتد على الدول الغنية إذا لم يتم توفير تمويل لمحاصرته.
وكثرت التحذيرات من تفشٍ مرعب لجائحة كورونا في اليمن، في ظل الانتشار السريع للعدوى على النحو الذي لن ينجو منه أحد، لا سيّما أنّ العلم لا يزال يقف عاجزًا عن التوصُّل إلى لقاح لكبح جماح الفيروس.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن من آثار مرعبة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وخلّفت واقعًا شديد البشاعة.
وتعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمن الحوثيون على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
في الوقت نفسه، فإن المليشيات الحوثية استهدفت القطاع الصحي أيضًا بسلسلة طويلة من الاعتداءات على المستشفيات، تعمّدت من ورائها العمل على تعطيلها وإخراجها عن الخدمة، على النحو الذي يضاعف من الأزمة الصحية.
ويشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في أي مكان بالعالم، وتستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريًّا من الأكثر ضعفًا وتضررًا بانعدام الأمن الغذائي، وقال البرنامج إنَّ هذا المستوى من الاستجابة حيوي لمنع انزلاق اليمن إلى هاوية المجاعة.
ويواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.
ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.
ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.