اللاجئون الأفارقة.. بارود الحرب الحوثية

السبت 16 مايو 2020 14:09:23
 اللاجئون الأفارقة.. بارود الحرب الحوثية

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، توسّع هذا الفصيل الإرهابي في التجنيد الإجباري والزج بالمدنيين في جبهات القتال.

ولم يسلم اللاجئون الأفارقة من هذا المخطط الخبيث للمليشيات الحوثية الموالية لإيران، فقد تمّ الزج بعناصر كثيرة منهم في جبهات القتال، سواء بالضغط عليهم وتهديدهم أو إغرائهم بمنحهم أموالًا كثيرة.

أحد اللاجئين الصوماليين كشف معلومات عن تجنيد مليشيا الحوثي الإرهابية المهاجرين الأفارقة إجباريا في صفوفهم، وقال إنّ المليشيات المدعومة من إيران تعمل على استغلال اللاجئين الصوماليين في مهام استخباراتية وحربية.

ولفت اللاجئ الأسير لدى القوات المشتركة إلى نجاحه في الإفلات من دورة مليشيا الحوثي القتالية، مؤكّدًا أنَّ المليشيات عمدت إلى توظيفه في نقل الأسلحة والإمدادات الغذائية إلى جانب أعمال استخباراتية.

ودأبت المليشيات الحوثية على استقطاب آلاف اللاجئين الذين يصلون بطرق غير شرعية، من أجل الزج بالمرتزقة الأفارقة إلى الجبهات، لتعويض خسائرها في المواجهات.

وكانت المليشيات قد اعترفت للمرة الأولى عام 2017 بالزج باللاجئين الأفارقة في الحرب، حيث نشرت وسائل إعلام حوثية، في سبتمبر من ذلك العام، صورة أحد الصوماليين المرتزقة الذي قتل وهو يحارب في صفوف الحوثيين أول أيام عيد الأضحى على الحدود السعودية.

ونعى الحوثيون مقتل المدعو عبدالفتاح محمد سيد، مبرزين صورته مع شعارهم "الصرخة"، وأشاروا إلى أنه صومالي وقتل في صفوفهم في مواجهات على الحدود السعودية.

ويتدفق معظم اللاجئين الأفارقة إلى اليمن رغم الحرب من إثيوبيا والصومال، وتستعمل مليشيا الحوثي بعضهم للقتال الى جانبها كمرتزقة.

وفيما تمنى المليشيات بخسائر ضخمة على مختلف الجبهات، فإنّها تلجأ إلى تعويض خسائرها عبر التوسّع في التجنيد القسري للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يعني أنّ هذا التجنيد لا يقتصر على اللاجئين الأفارقة فقط.

فقبل أيام، أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، تعميما بالتجنيد الإجباري من الحارات والأحياء الواقعة تحت سيطرتها.

وتهدف المليشيات من القرار إلى سد العجز في صفوفها، على الرغم من دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، لتوحيد الجهود في مواجهة خطر كورونا.

وتتوسّع المليشيات الحوثية في ممارسة جريمتها المعتادة التي تتمثّل في تجنيد المدنيين، الذي دفعوا أبشع الأثمان بسبب هذا الجُرم الكبير.

ومؤخرًا أيضًا، أطلقت مليشيا الحوثي في محافظة إب حملة تجنيد إجبارية في عدة مناطق، للتغطية على خسائرها خلال الفترة الأخيرة.

وألزمت مليشيا الحوثي البلدات في محافظة إب، برفد الجبهات بعناصر منها للقتال في صفوفها، وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات أجبرت كل بلدة على الدفع بأربعة أشخاص من أبنائها كمجندين للقتال معها في بعض الجبهات.

وضمن هذا المخطط الحوثي، توسّعت المليشيات الحوثية في اختطاف المدنيين، ضمن حملات ترهيب تستهدف إثارة الرعب في قلوب المواطنين، سواء من أجل ابتزازهم وجني الأموال منهم من جانب، أو الزج بهم إلى جبهات القتال.

ولا تُضيِّع المليشيات الحوثية الموالية لإيران أي فرصة تجاه التوسُّع في التجنيد الإجباري والزج بالمدنيين في جبهات القتال لتعويض خسائرها الميدانية الموسعة.