مباني العزل المتهالكة.. استهتار حوثي ينذر بتفشي كورونا
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران، تعاملها المريب مع أزمة جائحة كورونا، وتتمادى في سياساتها المهملة على النحو الذي ينذر بتفشٍ الفيروس المرعب.
المليشيات الحوثية حوَّلت عددًا من المباني المتهالكة في محافظة صنعاء إلى أماكن للحجر والعزل الصحي للمصابين والمشتبه إصابتهم بفيروس كورونا.
مصادر مطلعة كشفت أنّ المليشيات أقرت تحويل المستودعات التابعة لمركز مكافحة الجراد في الحصبة بصنعاء بالإضافة إلى مبانٍ قيد الإنشاء تتبع مستشفى الكويت الجامع، وكذا مبان قيد الإنشاء في مستشفى متنه بمديرية بني مطر إلى مناطق للعزل الصحي، ومستشفى الأمومة والطفولة في همدان بالإضافة إلى مبنى السكن الجامعي المجاور لجامعة صنعاء.
وأفادت المصادر بأنّ هذه المباني لا تملك أي مؤهلات فنية أو صحية لاستقبال المصابين أو المشتبه بهم خلال فترة الحجر، كون أغلب الغرف فيها بدون نوافذ أو أبواب، وبدون دورات مياه.
تسير أزمة جائحة كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية في اتجاه الخروج عن السيطرة، بسبب الزيادة المتواصلة للحالات المصابة بالفيروس المستجد الذي هزّ العالم أجمع.
ففي تصريحات لـ"المشهد العربي"، كشف مصدر طبي في صنعاء، عن تسجيل حالات إصابة يومية بفيروس كورونا، وقال إنَّ المختبر المركزي يجري فحوصات يومية لعشرات الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا.
وأكد المصدر أن متوسط الحالات الإيجابية التي يسجلها يوميا تصل في المتوسط إلى خمس حالات، وشدد على تراجع قدرة مركزي العزل في مستشفى الكويت والشيخ زايد على استقبال المزيد من مرضى الفيروس التاجي .
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي أقرت نظامًا جديدًا جراء تزايد الحالات، وهي ابقاء الحالات ذات الأعراض الخفيفة في الحجر المنزلي.
وعلى الرغم من هذه الزيادة المطردة في عدد الإصابات، تواصل المليشيات الحوثية تعامل المريب مع أزمة تفشي فيروس كورونا، على النحو الذي يهدِّد بانتشار الجائحة لتصل وضعًا لن يكون من السهل السيطرة عليه.
وسبق أن كشفت مصادر طبية محلية ودولية عن وجود ما لا يقل عن 100 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
وأوضحت المصادر أنّ المليشيات الحوثية تصادر هواتف الأطباء، وتهددهم لمنعهم من الإفصاح عن عدد الحالات، كما اعتقلت طبيبين بينهم كبير أطباء، وألزموه بكتابة تعهد بعدم الإفصاح عن أي معلومة.
وأكدت بيانات رسمية من عدة مستشفيات وفاة 17 شخصا مصابا بالفيروس، وإصابة نحو 100 شخص بينهم 61 رجلا، ونحو 40 من النساء والأطفال.
ورجحت المصادر وفاة عدد كبير من المرضى بسبب الفيروس دون أن يتمكنوا من فحص حالاتهم، بسبب الإجراءات القمعية للحوثيين.
في سياق متصل، كشفت وكالة "رويترز" عن أرقام مفزعة لبعض الضحايا الذين يلاقون مصيرهم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، بينما يرفض الحوثيون المدعومون من إيران الإعلان عنهم.
ونقلت الوكالة عن مصدرين طبيين في صنعاء أنّهما شاهدا 20 مريضا غيرهم وعليهم أعراض مشابهة وأنّ هؤلاء المرضى توفوا في ذلك المستشفى.
وأضافت الوكالة عن مصدرين آخرين تحدثا عن أنهما على علم بما لا يقل عن 30 حالة اشتباه في الإصابة بالفيروس تم استقبال أصحابها في مستشفى آخر بصنعاء هو مستشفى الشيخ زايد وقالا إنه لم يتم إطلاع المنظمة أيضا على نتائج فحوص تلك الحالات.
وأكّدت "رويترز" نقلًا عن تلك المصادر، أنّ عدد الأفراد الذين يعتقد أنهم مصابون بفيروس كورونا وعدد الوفيات التي يشتبه أنها ناتجة عن الإصابة به أكبر مما تمّ إعلانه حتى الآن في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن الفيروس آخذ في الانتشار.