الحوثيون وهدنة التحالف.. كثيرٌ من الخروقات والانتهاكات
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران خرق الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي، على النحو الذي يفضح مساعي المليشيات الخبيثة من أجل إطالة أمد الحرب وتكبيد المدنيين أفدح الأثمان.
التحالف العربي رصد 75 انتهاكًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، لقرار وقف إطلاق النار.
وأعلن التحالف في بيان، ارتفاع عدد الاختراقات الحوثية للتهدئة إلى ثلاثة آلاف و383 خرقا، منذ بدء الهدنة في الثامن من أبريل الماضي.
وشدد التحالف على التزامه بقرار وقف إطلاق النار، ودعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث.
وبغية فضح جرائم المليشيات أمام العالم، رصدت القوات المشتركة في الساحل الغربي أعمالا عدائية وخروقات جديدة للحوثيين، للهدنة الأممية ضد المدنيين في التحيتا والجبلية وحيس جنوب الحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وشملت الأعمال العدائية والخروقات الحوثية الجديدة عمليات استهداف وقصف للأحياء والقرى السكنية ومزارع المواطنين.
وأكد مصدر ميداني أن مديرية التحيتا نالت النصيب الأكبر من اعتداءات مليشيا الحوثي خلال 24 ساعة، حيث قصفت الأحياء السكنية في مركز المديرية بقذائف الهاون الثقيل عيار 120 وعيار 82 وقذائف آر بي جي، مع عمليات استهداف بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة.
وأضاف المصدر أنّ المليشيات الحوثية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 12,7 وسلاح معدل البيكا صوب القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا.
واستهدفت المليشيات من مناطق سيطرتها الأحياء السكنية في حيس بقذائف الهاون عيار 82، تزامنا مع عملية استهداف بنيران الأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14,5 وعيار 12.7 ومعدل البيكا بشكل متعمد وهستيري.
وتستمر مليشيا الحوثي في تصعيد عملياتها العسكرية واختراق الهدنة الأممية بشكل يومي دون اكتراث لقداسة شهر رمضان المبارك أو اعتبار للوضع الإنساني في ظل الصمت الدولي والأمم المتحدة.
وبشكل يومي، تمارس المليشيات الحوثية الموالية لإيران كثيرًا من الخروقات لبنود الهدنة التي أعلنها التحالف، في مساعي من هذا الفصيل من أجل إطالة أمد الحرب.
وفي 24 أبريل الماضي، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، أن قيادة قوات التحالف قررت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر اعتبارًا من "23 أبريل".
وقال العقيد المالكي إنّ "قيادة التحالف العربي تجدد التأكيد على أن الفرصة لاتزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني".
وكثَّفت المليشيات من جرائمها التي تستهدف المدنيين من أجل إطالة أمد الحرب عبر تكبيدهم مزيدًا من الأعباء، وكذلك العمل على ترهيبهم بما يضمن وأد أي حركة معارضة قد تندلع ضد المليشيات.
وزادت المليشيات الحوثية من جرائم الاعتداء على الأحياء السكنية، على النحو الذي يفضح إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران، ضمن جرائم وثّقتها التقارير الدولية دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات.
الجرائم الحوثية المروعة لم تعد تثير أي استغراب، لكن الأكثر ريبة هو استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.
ولعل الانتقاد الأكبر الموجّه للأمم المتحدة هو تغاضي المنظمة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهو ما نُظر إليه بأنّه موافقة صريحة على الانتهاكات الحوثية المتواصلة التي كبدت المدنيين أفدح الأثمان.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.