إقالة التميمي تكشف قلة حيل الشرعية بالجنوب
جاءت إقالة العميد منير التميمي، مدير أمن محافظة حضرموت في وقت تحقق فيه القوات المسلحة الجنوبية نجاحات مهمة في مواجهة مليشيات الإخوان في محافظة أبين، وهو ما يبرهن على أن الشرعية تحاول شغل الجنوب عن معركته الرئيسية في أبين باتجاه إثارة الجدل حول أحد أهم القيادات الأمنية والعسكرية في محافظة حضرموت، تحديداً وأن التميمي يحظى بشعبة واسعة بين المواطنين.
ويرى مراقبون أن الشرعية تحاول قدر الإمكان فتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط عن مليشياتها في شبوة وأبين، وأن حضرموت قد تكون خياراً مناسباً في ظل قلة حيلها بعد أن تعرضت لانتكاسات في أرخبيل سقطرى ولم تنجح مؤامراتها في الضالع وهربت عناصرها من بعض جبهات أبين ولم تتمكن من اختراق العاصمة عدن.
ويؤكد هذا القرار الذي صدر اليوم الأحد، على أن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تدعم الإرهاب قد يكون لها أدواراً لإثارة القلق والتوتر في حضرموت والتي يقف شعبها خلف المجلس الانتقالي الجنوبي في تحركاته الساعية لتحرير الجنوب من الاحتلال الإخواني، وهو ما يبرهن على أن الرئيس اليمني الؤقت عبدربه منصور هادي قد يدفع بمزيد من عناصر قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى جبهات أبين لإنقاذ العناصر الإرهابية التي فرت هاربة من مواقعها.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية تسعى لعقاب أبناء حضرموت لأن القرار قد يترتب عليه مزيد من الصعوبات الأمنية في المحافظة التي تحاول التعامل مع انتشار فيروس كورونا، وكذلك فإن الشرعية تعطي رسالة بأنها قد تتخذ قرارات تخريبية في بعض المواقع التي تسيطر عليها من دون مراعاة للأبرياء الذين يحتاجون إلى تضافر الجهود الإدارية والخدمية والأمنية للتعامل مع الظروف الراهنة.
وقال المحلل السياسي هاني مسهور، اليوم الأحد، إن إقالة العميد منير التميمي هي إعلان واضح من الميسري وحكومة هادي على نقل الصراع إلى حضرموت بعد الهزيمة المذلة في أبين".
وأضاف :"بكثير من الحكمة يستطيع الحضارم تجاوز الفتنة التي تريد الشرعية زراعتها، التميمي سيبقى بقرار الشعب الحضرمي وهذا ما سيبرهن عليه أهل حضرموت عاجلاً غير آجل".
فينا انتقد الناشط السياسي المحامي يحيى غالب، اليوم الأحد، قرار إقالة منير التميمي من منصبه، وكتب غالب عبر تغريدة له على "تويتر" رصدها" المشهد العربي": "قبل فترة صدرت قرارات فندقية لإقالة شلال مدير أمن عدن وصالح السيد مدير أمن لحج، وتم رفضها رفض قاطع وإفشالها وعدم اعتمادها".
وأضاف:" مايسمى قرار إقالة منير التميمي مدير أمن حضرموت يندرج ضمن قرارات الفنادق الورقية ويعتمد على البحسني المحافظ وموقفه، أما التميمي سيظل مدير أمن ولديه قوة ومشروعية".
وأشرف التميمي على خطة الانتشار الأمني لاستلام المؤسسة الأمنية مهام حفظ الأمن في المدن والنقاط الأمنية بحضرموت، وذلك في إطار خطة دعم المؤسسات الأمنية وإعادة تأهيلها وتطوير كوادرها.
وفي شهر أكتوبر من العام 2018 أطلع محافظ حضرموت، يرافقه العميد منير التميمي المدير العام لإدارة الأمن والشرطة بساحل حضرموت، والعميد أحمد المهيري ممثل وزارة الداخلية الإماراتية، على التحديثات الجديدة بمركز الأمن بمديرية مدينة المكلا بعد إعادة تأهيله وتزويده بالكوادر الشابة المؤهلة والأجهزة والمعدات والآليات الجديدة التي ستسهم في تطوير عمله.
