بدلا من المستشفيات.. العصا الأمنية أداة الحوثي لمواجهة فيروس كورونا
في الوقت الذي يتأهب فيه العالم لتجهيز الأماكن الصحية والمستشفيات لمواجهة فيروس كورونا، تلجأ المليشيات الحوثية إلى استخدام القوة الأمنية للتعامل مع المرضى في مناطق سيطرتها، باعتبار أن العناصر المدعومة من إيران لا تعرف سوى التعامل الأمني مع أي موقف يقابلها، في ظل غياب تام للأدوات الطبية والبشرية التي من المفترض أن تتصدر الصفوف الأولى لمواجهة الوباء.
ومازالت المليشيات الحوثية تتعامل مع المساعدات التي ترسلها إليها جهات إغاثية دولية على أنها ملكاً لعناصرها ولم تلحظ المؤسسات الصحية الشحيحة في صنعاء أي تطوراً بعد أن تلقت مساعدات طبية عديدة خلال الفترة الماضية، بل أن المليشيات لجأت إلى استخدام العصا العسكرية في مواجهة المخالفين لإجراءاتها الاحترازية بدلاً من تهيئة الأوضاع الاجتماعية والصحية للتعامل مع الفيروس .
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن ناشطين تحذيراتهم من أن المليشيا لا ترسل الفرق الطبية لحالات الاشتباه بالإصابة، ولكنها ترسل عناصر الأجهزة الأمنية الخاضعة لها.
وأبرزت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الأحد - تأكيد ناشطين وأطباء، في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وجود "حالة كارثية" بعد أن أصبح المصابون يتساقطون في الشوارع نتيجة إصاباتهم، بالتزامن مع التدابير القمعية والتعسفية التي تقوم بها المليشيا للتكتم على الحالات المصابة، ومعاملة المرضى وذويهم على أنهم "مجرمون".
وأشارت الصحيفة إلى أن المليشيا الحوثية لم تتخذ أي خطوات احترازية جدية، من قبيل إغلاق الأسواق المكتظة، وفرض التباعد الاجتماعي، وذلك في سياق أهدافها لجباية أموال الزكاة والضرائب والحفاظ على مواردها المالية، بحسب ما يؤكده مراقبون للأوضاع الصحية في صنعاء.
وأوضحت أنه مع قيام المليشيا بحفر قبور، وإقامة جنازات سرية في صنعاء وإب، تكهن سكان بأن المليشيا الحوثية تقوم بتصفية المرضى في مستشفيات العزل، وتقوم بدفنهم، والتشديد على ذويهم للتكتم على الوفاة.
فيما هدد الكادر الطبي المشرف على مركز عزل لحالات الإصابة بكورونا، في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، بترك العمل بدءًا من اليوم الأحد.
وطالب الكادر الطبي، في خطاب موجه لسلطات المليشيا، حصل "المشهد العربي"، على نسخة منه، باستلام مستحقاته، وتوفير المستلزمات الطبية الاحترازية للحفاظ على حياتهم، أثناء أداء واجبهم.
في سياق متصل، كشفت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، عن مطالبة مطاعم وفنادق لجهات حكومية خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في إب بـ58 مليون ريال، مقابل تغذية وإسكان المتواجدين في مراكز العزل الصحية في الفنادق.
وقالت المصادر إن مطعما يطالب مكتب الصحة بمبلغ 22 مليون ريال مقابل لحوم ووجبات غذائية، سحبتها مليشيا الحوثي لتغذية شخصيات أخضعتها للحجر الصحي، بالإضافة إلى مطالبة فنادق إب بمبلغ 36 مليون مقابل إيجار فنادقهم.
وشكك مراقبون في حقيقة تلك المبالغ، مع إفادات العديد من المودعين في مراكز العزل الصحي، بتكفلهم بمصاريفهم الشخصية، مرجحين وجود شبهة فساد من مليشيات الحوثي لاستغلال أوضاع المتواجدين في تلك المراكز والعاملين فيه.
فيما أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، تعليمات بإغلاق محال بيع الملابس والمطاعم في صنعاء بعد تفشي فيروس كورونا، الذي تواصل المليشيا تكتمها على أعداد ضحاياه.
ونصت التعليمات التي صدرت بإغلاق المطاعم والسماح فقط بالبيع السفري، على تنظيم عملية البيع الخارجي بالتباعد، وإغلاق مراكز و محال بيع الملابس من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا، والسماح بفتحها من الساعة السادسة صباحا إلى السادسة مساء.
وقالت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، إن تعليمات صدرت بتنظيم التباعد بين المصلين داخل المساجد بمسافة متر بين كل شخص وآخر.
وأضافت أن الجناح المتطرف داخل المليشيا، يرفض قرار إغلاق المساجد رغم التفشي المتسارع للفيروس التاجي في مناطق سيطرة المليشيا.