وفاة في الصف الأول.. كورونا يلتهم قيادة الحوثيين
في الوقت الذي خرجت فيه الأمور عن السيطرة فيما يتعلق بأزمة جائحة كورونا في مناطق سيطرة الحوثيين، فإنّ المليشيات باتت تدفع ثمن تعاملها المريب مع الأزمة التي تنذر بإحراق الأخضر واليابسة.
توفي القيادي الحوثي أحمد المؤيد بعد أيام من إصابته بفيروس كورونا المستجد، في وقت تواصل فيه المليشيا الحوثية الإرهابية، المدعومة من إيران، التكتم على تفشي الفيروس المستجد.
وقال مصدر طبي لـ"المشهد العربي" إنّ القيادي أحمد المؤيد عضو مجلس الشورى التابع للمليشيات وصاحب مستشفى المؤيد توفي جراء إصابته بفيروس "كوفيد 19" بعد أيام من دخوله العناية المركزة.
وأضاف المصدر أنّ المؤيد كان قد خالط عددًا من القيادات الحوثية، موضحا أن القيادات الحوثية الكبيرة وفي إطار إجراءاتها الأمنية المشددة خشية الاغتيال والاستهداف، لا تتردد إلا على مستشفى المؤيد الذي تم تجهيزه بغرف عناية مركزة فائقة.
وأشار إلى أن عددا من القيادات الحوثية ترددت على المستشفى، وخالطت المتوفى، وأن المليشيات طلبت من عدد من القيادات البقاء في الحجر المنزلي.
وتواصل جائحة كورونا، تسجيل حضورها الطاغي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات بكثير من الريبة وعدم الشفافية.
وتتزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، والتي تحاول التكتم عن حقيقة الوضع الكارثي، في وقت تكفلت فيه صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بالإبلاغ عن حالات الوفاة والإصابة وتحولت أغلبها إلى حوائط للنعي والعزاء في أقارب فقدوهم بعد معاناة بالفيروس التاجي.
ومطلع هذا الأسبوع، كشفت مصادر طبية في صنعاء عن تسجيل أكثر من 400 حالة إصابة بكورونا بينها نحو 60 حالة وفاة وهي نسبة أقل من الواقع الذي ينذر بكارثة إنسانية ستفوق تداعياتها ضحايا الحرب إن لم يتم التعامل مع الأوضاع بجدية وبمسؤولية.
وعممت المليشيات على جميع المستشفيات والمراكز الطبية بعدم الإعلان والإفصاح عن أي حالات إصابة بالوباء أو خروج أي من حالات الوفاة إلى وسائل الإعلام، فضلًا عن إجراءاتها البوليسية والترهيبية وترويعها لأسر المصابين والمتوفين بكورونا يجعل هذه الأسر تخفي وجود إصابات، وهذا يشكل خطرًا كونه يساعد على انتشار المرض.
وأصدر عدد من الأطباء في صنعاء بيانًا حذروا فيه من عواقب وخيمة نتيجة التستر على الوضع الصحي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وأعلنوا عن إخلاء مسؤوليتهم عن الوضع الصحي الكارثي في صنعاء، كما دعو إلى الإعلان عن العدد الحقيقي للإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.
وتواصل المليشيات الحوثية، التعامل بكثيرٍ من الريبة مع أزمة جائحة كورونا، وفرضت سرية كبيرة في إطار المعلومات بشأن هذه الأزمة.
ففي هذا الإطار، حذَّرت صحيفة "الشرق الأوسط" من دخول الإصابات بفيروس كورونا في اليمن مرحلة الانفجار، رغم تدني الأرقام الرسمية المعلنة حول الإصابات المؤكدة بالفيروس.
واستندت الصحيفة في تحذيرها إلى التسريبات حول الأعداد الفعلية للإصابات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، المدعومة من إيران، التي تجابه الوباء بالتكتم والتدابير التعسفية التي بلغت حد إقامة جنازات سرية لدفن ضحايا كورونا.
ولفتت إلى أنّ الأوضاع في صنعاء والمناطق الخاضعة للمليشيا الحوثية، هي الأسوأ بحسب ما يتداوله الناشطون وما يسربه العاملون في القطاع الصحي عن حجم الإصابات والوفيات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية مطلعة أن مسلحي المليشيات أقاموا جنازات سرية في المدينة يرجح أنها لمصابين توفوا جراء المرض، حيث تم نقل الجثامين فجرا من مستشفى جبلة ودفنهم في مقبرتي "غفران" و"جرافة" وسط تشديد أمني.
وأبرزت الصحيفة تأكيد مصادر طبية في مدينة إب أن مستشفى جبلة الذي خصصته المليشيا الحوثية لعزل المصابين يستقبل يوميا العديد من الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس التاجي، وأن قادة المليشيا هددوا الأطباء والممرضين بإنزال العقوبة عليهم في حال أفشوا أي معلومات عن حقيقة الأوضاع.