خواطر كورونية

اكثر من خمسة أشهر ، منذ بداية اكتشاف الفيروس اللعين المسمى بكورونا ، ولم يتوصل علماء العالم بأختلاف قدراتهم ، وقدرات دولهم العلمية والطبية ، ولا الأقتصادية ، الى اي علاجات قادرة على علاج المرض ، او اي لقاحات للحماية من الأصابة بالمرض .

على صعيد واقعنا ، في ظل غياب الدولة وشحة الأمكانيات في المجال الصحي ، فأن المراهنة الحقيقية للسيطرة على هذا الفيروس ، تكمن في وعي الناس ، من خلال التقيد بالأجراءات الأحترازية والوقائية التي تهدف حماية وسلامة المواطنين ، ولكن مانخشاه حقيقة ان قطاعات واسعة من الناس ، تخلوا عن حذرهم تماما ، وتناسوا التحذيرات ، وأهملت التعليمات الوقائية .

ان ازدياد الأصابات ، مسؤولية المواطن قبل مسؤولية الجهات الرسمية ، فالمواطن ليس أن يكون حرا تماما ، ليمارس مسؤوليته او لايمارسها ، خاصة في ظل ظروف حرجة وصعبة تعيشها البلاد ، بل في ظل كارثة عالمية ، تهدد العالم بأجمعه ، فالجهات الرسمية تضع الخطط وتجهيز المستشفيات والمحاجر ، واجهزة ومعدات طبية ,,,,الخ .

وتفرض الألتزامات والتعليمات والأجراءات الأحترأزية .. ولايقف دورها ، عند هذا ، بل هي تراقب تنفيذ كل ذلك ، وتفرضة بقوة ، وتوقع العقوبات على المخالفين بشكل حاسم ، اما ان تترك الأمور للمواطنين ، وتدعي انها تعول على وعيهم ، فهذا اصلا تخلت عن مسؤوليتها ..

في كندا دخلت الشرطة أحد المنازل لتضبط خمسه اشخاص اجتمعوا معا داخل المنزل ، لتفرض عليهم غرامة خمسه ألف دولار ، لأن التعليمات تقضي بعدم التجمع ، ومن يخالف توقع عليه العقوبات ، ونحن هنا في واقعنا لابد ان تكون هناك منظومة صحية شاملة ، يشترك فيها الجميع ، في مواجهة كورونا ، من خلال تعاون وتكاتف بين مختلف الأجهزة والجهات ذات العلاقة ،، مكاتب الصحة ، مستشفيات ومراكز صحية ، والجامعة ، والأوقاف ، ومنظمات المجتمع المدني ، والمؤسسات الثقافية والأرشادية ، والأجهزة الأمنية ، لتشكل منظومة وطنية شديدة الأنضباط ، في مواجهة هذا الوباء الفيروسي الخبيث ، بأكثر تحدي وبأرادة قوية ، لتنفيذ كل قواعد ومبادئ الطب الوقائي الشامل وفقا لأرشادات منظمة الصحة العالمية .. كما اظهرت الأزمة ، محورية دور المجتمع المدني ، والمؤسسات الأهلية والتجارية والخيرية ورجال الأعمال والمغتربين ، في دعم الجهود الرسمية الوطنية المخلصة لمواجهة الجانحة ..

واسمحوا لي ، ان اطلقت على فيروس كورونا ، ( بالقبيلي الأصل ، عزيز النفس ، يتعامل مع الجميع بالعدل والمساواة ، يعطي لمن يطلبه ، ويكرم من أكرمه .. لم يدخل بيتا الأ بأذن أهله ، ومن يرحب به ) الكل ادرك حجمه الطبيعي ، فلا قيمة للأنسان على وجه الأرض ، امام هذا الفيروس القاتل ، فأصبح السلام والعناق والقبلات والتجمع ، اسلحة نخاف منها ، وأصبحت صلة الأرحام والتباعد الأجتماعي ، وعدم زيارات الأهل والأصدقاء دليل محبة . لم يجد الناس من شدة الرعب والهلع ملاذا ، سواء التضرع نحو السماء ، طلبا للنجدة والمساعدة ، في هذه المرحلة المخيفة البائسة المليئة بكل أسباب الغموض والأثارة ، تحت وطأت الذعر من تعمق الأحساس بالعجز ، عن دحر هذا الوباء حتى الأن .
هناك اسئلة تدور في ذهني .. هل يمتلك الناس وعيا ثقافيا كافيايوضح له الفارق بين مايؤذيه ، وما لايؤذيه ؟ وهل يؤسس في فئات الشعب نوعا من الوعي السليم ، الذي يحميه في اوقات الأزمات والكوارث الصحية وغير الصحية ؟ وهل هناك معالجة سريعة لما يمتلئ به الواقع الصحي والتمريضي ، وأحوال المستشفيات والمراكز الصحية ، والمحاجر والعزل ، والعلاج والأطباء والمرضى من مشكلات كثيرة ، وهذا مانجده الأن في الظروف الصعبة للفرق الطبية على خطوط المواجهة الأولى ، من أخطار الجائحة ، والتي اسقطت ضحايا بين الأطباء وأطقم التمريض في محافظة عدن ، وبالمناسبة دعواتنا بالشفاء العاجل للدكتورة القديرة رجاء احمد علي مسعد والتي أصببت هي الأخرى بهذا الفيروس الخطير ، ويشفي كل المرضى ، فلا تهاون في حياة وحقوق الأطباء والفرق الطبية ، وحمايتهم الكاملة ، وبالذات الذي يتصدرون الصفوف دفاعا عن سلامة البلاد والمواطن ، حيث انه من المفهوم ، ان سرعة تقديم الرعاية الطبية اللازمة ، لها اثر كبير في سرعة الشفاء ، وأن الأهتمام بالقطاع الصحي ، لايقل اهمية عن الجيوش والتسليح .

فتحية للجهود المخلصة ، ابطال هذه المعركة ، ولكل من استشهد أثناء اداء مهمته المقدسة هذه .. حمى الله جنوبنا الحبيب من كل مكروه .. وكان الله في عون المواطن ..

خواتم طيبة .. وعيد سعيد مقدما ، وكل عام وشعبنا بخير ، شامخا ، منتصرا في كل الجبهات العسكرية والصحية ، وفي ادارته الذاتية ، بمشيئة الله تعالى .