شهيد الحقيقة .. رحلة الأسطورة

الشهيد القعيطي ، وما أحاط به من تفاصيل واحداث على المستوى الداخلي الجنوبي وايضا الخارجي ، وما اضفاه الكثير عليه ، كي يهونوا على انفسهم مصابهم الجلل ، وكذلك قصص النجاح والكفاح التي احاطت به .

تداول سؤال مهم جدا ، لماذا الشهيد نبيل تحديدا ، رغم ان قائمة شهدائنا وفقدائنا الأعلاميين طويلة ؟ لماذا وقع هو بالذات ؟ رغم ان البطولات كثيرة وجميعها يقف امامها التأريخ الوطني الجنوبي اجلالا وأحتراما .. الأجابه هي مشيئة القدر الذي اراد ان يكون نبيل هو الأكثر صيتا في الوسط الأعلامي ، كنموذج الوفاء في قصة الوفاء .. نموذج للأعلامي المقاتل المخلص في اي وقت ، وفي اي مكان ، وفي اي جبهة قتال ، وكعلامة بارزة في تأريخ. الأعلام الجنوبي الحربي .. الشهيد كما عرفته ايضا ، فكرة وعقيدة وشجاعة .. لقب يمكن اطلاقه على كل مجاهد ومقاتل مخلص لوطنه ، وكل متقن لعمله ، وكل منكر لذاته من اجل ماهو اهم من ذاته .. لذا يمكنك بسهولة ان تصرف النظر عن شخص الشهيد القعيطي وتعممه كصفات تنطبق على ابطال أخرين .. لم يأخذوا نفس المساحة التي كانت من نصيبه ، فليطلق كل منا نظرة بحث عن الشهيد ، فهو عاش اوقات طويلة .. ترقب ، مغامرة ، خوف ، سيناريوهات مرعبة ، حمل شهادته على كفه ، فكان موعود بوعد ألهي ان يكون حيا عند ربه يرزق .

له تجربة مميزة ممزوجة بين الصورة والخبر ، كلمات هادئه ولكنها تحمل بين طياتها حرارة البركان ، حتى تصل الرسالة لمن يريد ان يستوعب الدرس .. يقف في الصف الاول للمواجهة عن ايمان وأعتقاد راسخ بأن الحياة هي حياة الوطن ، لا الأشخاص ، وان المواجهة فرض عين بالنصر او الشهادة ، خاصة ان الدخول في غمار المعركة الأعلامية بهذه القدرة على التأثير ، كما احدثته رحلة الشهيد القعيطي الأعلامية في العقول والنفوس ، وان سلاح الوعي والحروب النفسية والأشتباك مع الأفكار والتأثير على العقول بالأخراج الأعلامي الناجح والمتميز ، لاتقل ضراوة ابدا عن المعركة التي يستخدم فيها السلاح الحي ، ان لم تكن تزيد لانها تمهد الارض ، أما للمواجهة القوية ، او الأستسلام التام ، وعدسة كاميرا القعيطي كانت بمثابة كرباج يوجع العدو ، ومدفعية اعلامية جنوبية راقية ، ذخيرتها الصورة والكلمة والمصداقية ، تنسف بأقتدار ماكينة الأكاذيب والزيف ليرى العالم مقدار عظمة الأنسان الجنوبي .. انها رحلة الأسطورة ، ومشاهد وثائقية وصور حقيقية للأحداث ، ودرسا في المهنية والمصداقية ، ستجد نفسك حاضرا بأي معنى داخل ارشيف الشهيد الوثائقي ، ستستدعي بغير عناء كل. التفاصيل التي صاحبت ثورتي الجنوب السلمية والعسكرية المسلحة .. ستتذكر الثورة والشهداء والجرحى .. ستتذكر الأعتصمات والمهرجانات والمسيرات والحشود المليونية .. ستتذكر الجبهات وحياة المقاتلين وسير المعارك .. وربما تعود بالذاكرة الى الزوامل والهتافات والأغاني الثورية والوطنية والقصائد الشعرية المعبرة .. ستتذكر كل شيء .. الحقيقيين والأوغاد .. الأصليين والمزيفين .. المناضلين الحقيقيين والمتسلقين .. الحقيقة والكذب ..

تحية للذكرى السنوية الأولى لأستشهاد بطل الحقيقة .. وعهدا سنواصل المشوار .