همس اليراع
ضحايا المغامرات
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
أكثر من سبعين شابّاً ممن غُرِّرَ بهم في حرب شقره، كذب عليهم قادتهم وقالوا لهم: نحن ذاهبون لمواجهة الحوثي في عقبة ثرة، لكنهم اكتشفوا أنهم في منطقة شقرة والشيخ سالم ولا يواجهون الحوثي بل يواجهون إخوتهم الجنوبيين الذين هزموا الحوثي شر هزيمة في العام 2015م.
وصل هؤلاء الشباب هاربين إلى مقر الحزام الأمني في مديرية رصد بمحافظة أبين نفسها التي تدور فيها المواجهات، وقد نزلوا محل رعاية واحترام من السلطات المحلية في المديرية وحزامها الأمني وقوات المقاومة الجنوبية هناك.
لم تمض ساعات حتى وقع عدد قريب من عدد هؤلاء في أيدي قوات الحزام الأمني في منطقة العسكرية بين مديريتي يهر وردفان بمحافظة لحج ورووا روايةً مشابهة مع فارق أنهم كانوا مكلّفين بالذهاب لخوض المواجهات في عدن، وعلمت أنهم محل رعاية السلطات المحلية في مديرية حبيل الجبر.
شباب في عمر الزهور تُستغَلُّ براءتهم وطيبتهم وربما ظروفهم المادية الصعبة ليزج بهم في معارك لا ناقةَ لهم فيها ولا جمل، . . .معارك عبثية يشعلها هواة المغامرات والمراهقون الستينيون والثمانينيون.
ما يمكن قوله هنا كثير لكنني سأكتفي بالإشارة إلى ما يلي:
• كل هؤلاء الضحايا ومعهم عشرات الشهداء والجرحى والمتشردين في الفلوات والجبال هم من أبناء أبين الجنوبية ذهبوا ليقاتلوا في أبين ضد أبناء أبين الجنوبية وأبناء الجنوب، ولم يقاتلوا حوثيا واحداً.
• كل هؤلاء لا يدرون لماذا يقاتلون إخوتهم أبناء الجنوب، وكل ما يعرفونه أن قادتهم منحوهم بعض النقود وقالوا لهم تعالوا نقاتل الحوثيين من أجل أن نعيد الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء، لكنهم كذبوا عليهم فقد اكتشف الشباب انهم يريدون إعادة القاعدة وداعش وتنظيم الإخوان إلى عدن.
• القادة الذين خططوا للحرب ومولوها وحرضوا عليها لم يدخلوا أرض المعركة، بل إنهم قاعدون أو ممتدون تحت الآير كونديشن في اسطنبول والرياض وعمَّان، ومثلهم أصحاب القنوات الإعلامية وروادها يتحدثون من داخل اسطنبول وعمان والقاهرة.
لا أرغب في الاسترسال كثيراً لكنني أختتم بتوجيه رسالتي إلى أبنائي المغرر بهم في هذه المعارك العبثية وإلى أخوتي الآباء من أبناء أبين:
ـ لماذا على ابين أن تدفع دوما ضريبة حماقات الحمقى ومغامرات المغامرين؟
ـ لماذا يعتقد البعض أن الوافد الباحث عن الغنيمة أكثر صدقاً معه من أخيه الذي كان معه في نفس الخندق في العام 2015م؟
- وأخيرا نصيحة لكل شاب ولكل أب وأم وأخ:
1. لا تصدقوا من يكذب عليكم ويخفي عنكم عنوان الجبهة التي ستذهبون للقتال فيها واسم العدو الذي ستقاتلونه حتى لو أعطاكم كل أموال الدنيا، لأن مجرد الكذب في العنوان يعني أن سراً لا يرغب في إبلاغكم به والثمن سيكون أرواحكم وحياتكم، وليس أقل منها.
2. لا تثقوا في من تخلى عن أرضه وبلدته وأهله وتركهم تحت سلطة الكهنوت السلالي، لا تصدقوا أنه سيحرركم من عدو ما (مفترض أو حتى حقيقي) لأته لو كان قادرا على شيء كهذا لكان حرر داره وأقرباءه وأهله من تسلط الكهنوت.