دفن جثامين كورونا سرًا.. مساعٍ حوثية لإخفاء الحقيقة المُرة

الأربعاء 20 مايو 2020 20:08:37
دفن جثامين كورونا سرًا.. مساعٍ حوثية لإخفاء الحقيقة المُرة

تواصل المليشيات الحوثية، التعامل بكثيرٍ من الريبة مع أزمة جائحة كورونا، وفرضت سرية كبيرة في إطار المعلومات بشأن هذه الأزمة.

اتسعت دائرة الدفن السري لحالات يعتقد إصابتها بفيروس كورونا المستجد في محافظة إب، حيث دفنت المليشيات الحوثية الإرهابية، بحسب مصادر محلية لـ"المشهد العربي"، خلال الساعات الماضية، عددًا من الجثث وسط إجراءات صحية وأمنية مشدد في مقبرة الغفران وسط المدينة.

وأشارت المصادر إلى أنّ أطقمًا حوثية رافقت سيارات الأسعاف التي نقلت الجثث، موضحة أنه لم يسمح لأي شخص بالاقتراب من المقبرة عدا أسر المتوفين.

وفي وقت سابق، علم "المشهد العربي"، من مصادر طبية في محافظة إب، أنّ عديد الجثث يتم تهريبها من المستشفيات، وسط تحذيرات وتهديدات حوثية لذويها بعدم إفشاء أي معلومات عنها.

وسبق أن حذَّرت صحيفة "الشرق الأوسط" من دخول الإصابات بفيروس كورونا في اليمن مرحلة الانفجار، رغم تدني الأرقام الرسمية المعلنة حول الإصابات المؤكدة بالفيروس.

واستندت الصحيفة في تحذيرها إلى التسريبات حول الأعداد الفعلية للإصابات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، المدعومة من إيران، التي تجابه الوباء بالتكتم والتدابير التعسفية التي بلغت حد إقامة جنازات سرية لدفن ضحايا كورونا.

ولفتت إلى أنّ الأوضاع في صنعاء والمناطق الخاضعة للمليشيا الحوثية، هي الأسوأ بحسب ما يتداوله الناشطون وما يسربه العاملون في القطاع الصحي عن حجم الإصابات والوفيات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية مطلعة أن مسلحي المليشيات أقاموا جنازات سرية في المدينة يرجح أنها لمصابين توفوا جراء المرض، حيث تم نقل الجثامين فجرا من مستشفى جبلة ودفنهم في مقبرتي "غفران" و"جرافة" وسط تشديد أمني.

وأبرزت الصحيفة تأكيد مصادر طبية في مدينة إب أن مستشفى جبلة الذي خصصته المليشيا الحوثية لعزل المصابين يستقبل يوميا العديد من الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس التاجي، وأن قادة المليشيا هددوا الأطباء والممرضين بإنزال العقوبة عليهم في حال أفشوا أي معلومات عن حقيقة الأوضاع.

ويمكن القول إنّ أزمة جائحة كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية تسير في اتجاه الخروج عن السيطرة، بسبب الزيادة المتواصلة للحالات المصابة بالفيروس المستجد الذي هزّ العالم أجمع.

ففي تصريحات لـ"المشهد العربي"، كشف مصدر طبي في صنعاء، عن تسجيل حالات إصابة يومية بفيروس كورونا، وقال إنَّ المختبر المركزي يجري فحوصات يومية لعشرات الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا.

وأكد المصدر أن متوسط الحالات الإيجابية التي يسجلها يوميا تصل في المتوسط إلى خمس حالات، وشدد على تراجع قدرة مركزي العزل في مستشفى الكويت والشيخ زايد على استقبال المزيد من مرضى الفيروس التاجي .

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي أقرت نظامًا جديدًا جراء تزايد الحالات، وهي ابقاء الحالات ذات الأعراض الخفيفة في الحجر المنزلي.

وعلى الرغم من هذه الزيادة المطردة في عدد الإصابات، تواصل المليشيات الحوثية تعامل المريب مع أزمة تفشي فيروس كورونا، على النحو الذي يهدِّد بانتشار الجائحة لتصل وضعًا لن يكون من السهل السيطرة عليه.