من قتل الشهيد طلال؟؟؟!!!
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
المنتحلون لصفة الشرعية لم يَدَعُوا لأنفسهم ما يمكن أن يفاخروا به، بل لقد تحولوا إلى وبال على البلد وعلى مناطق الجنوب المحررة وعلى الرئيس الشرعي، وعلى مفردة "الشرعية" التي ليس لهم منها نصيب، فبعد أن دمروا الخدمات وأفلسوا الخزينة العامة وهربوا عائدات الدولة من موارد عدن والجنوب وجوعوا الناس ونهبوا مرتبات الموظفين ورجال الجيش والأمن وراح أعلامهم يتباهى بأن رجال الأمن والمقاومة الجنوبيين بلا مرتبات، وبعد أن حولوا وظائفهم ومسؤولياتهم إلى ملكيات خاصة لهم ولأسرهم وأقاربهم، انتقلوا إلى جرائم أكبر وهي إشعال الحروب وقتل المدنيين بدمٍ بارد، وعندما تسأل أحدهم:
- من ارتكب هذه الجريمة النكراء؟ يرد عليك بسكينة وطمأنينة متناهيتين:
- نحن شرعيون ونحن السلطة المعترف بها من المجتمع الدولي.
أعمال القتل والاغتيال المعلنة والسرية التي ارتكبها المنتمون إلى "السلطة الشرعية" في محافظات الجنوب لا تحصى، وكان آخرها قتل الشاب طلال بن عريق الديولي العولقي على يد أحد أفراد القوات الخاصة (الشرعية) التي لم تنفك عن ارتكاب جرائم القمع والتنكيل والملاحقة في عموم شبوة.
كان مهرجان تأبين الشهيد طلال رسالة واضحة فحواها إن أبناء شبوة قد بلغ بهم الصبر مداه وأن شبوة قد ضاقت ذرعا بأولائك الذين يرتكبون الجرائم ويسوقون الموبقات تحت غطاء "الشرعية"، وقال أحد المتحدثين
- إذا كانت هذه هي الشرعية فنحن لا نطلب إلا الشرع وما يقتضيه في جرائم كهذه.
أحد الناشطين من أبناء شبوة حذر من القبول بالتحكيم القبلي وتنزيل تسعيرة للشهيد بعدد من الثيران والبنادق الآلية، معتبرا هذا أرخص ما يمكن طلبه من "الشرعيين العابثين"، وقال هذا الناشط:
- أبناؤنا ليسوا كائنات حيوانية حتى يتم تسعيرهم بالحيوانات، وليسوا مكائن حتى يسعرون بعدد من البندقيات الآلية، أبناؤنا بشر شرفاء كرماء لهم عزتهم وكرامتهم وإنسانيتهم التي لا تساويهما كل كنوز الدنيا.
أعمال الإجرام التي ترتكب باسم "الشرعية" تكشف يوما عن يوم أن "الشرعية" تتحول شيئا فشيئا إلى مظلة للمجرمين، وطاقية إخفاء للمنحرفين وهواة القتل ومصاصي الدماء، وإذا كانوا يعتقدون أن حجة "المعترف بها دوليا" تمنحهم الحق في القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح فإنهم واهمون.
اغتيال الشهيد طلال ليس حالةً فردية بل هو جزء صغير من نهج سياسي متواصل بدأ يوم 7/7/1994م ولم يتوقف ولن يتوقف إلا إذا استعاد الشعب الجنوبي وشبوة جزء منه حريته وكرامته وتطلعه إلى مستقبل مختلف عما يريده أساطين الحرب ومحترفو القتل وهواة السلب والنهب.
الخلود للشهيد طلال ولكل شهداء القمع والقتل "الشرعي" وصادق العزاء لأسرة الشهيد وأهله ومحبيه والعار لمن قبل بأن يكون مسدسا بأيدي الإجرام والمجرمين