معادلة كورونا المميتة.. الجائحة تتفشى والحوثي يراوغ
واصلت جائحة كورونا تسجيل حضورها الطاغي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقتٍ أظهرت فيه المليشيات فشلًا ذريعًا في التعامل مع هذا الامتحان الصعب.
وفي الساعات الماضية، سجّلت صنعاء إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد في وقت تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية التكتم على تفشّي الفيروس.
وقال مصدر طبي مطلع لـ"المشهد العربي" إنّ عدد الحالات التي تأكد مخبريًا إصابتها بكوفيد 19 في صنعاء وصلت إلى 435 حالة حتى اليوم الأربعاء.
وأضاف المصدر أنّ صنعاء تسجل يوميًا حالات إصابة جديدة بالفيروس التاجي، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الحالات غير المكتشفة والمخالطة للحالات التي تأكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد.
قبل ذلك، اعترف وزير الصحة في حكومة الحوثيين "غير المعترف بها" طه المتوكل، بتفشي فيروس كورونا، وذلك خلال اجتماعه مع مدراء المستشفيات في صنعاء.
وقال مصدر طبي مطلع لـ"المشهد العربي" إن القيادي الحوثي المدعو طه المتوكل المعين وزيرًا للصحة في حكومة المليشيات اعترف بتفشي فيروس كورونا، لكنه أكد أنّه لن يعلن عن تسجيل الحالات المصابة بالفيروس المستجد.
وأضاف المصدر أن الوزير الحوثي برر عدم الإعلان عن حالات كورونا بأن مليشياته الحوثية الإرهابية في حالة حرب مع التحالف العربي وأنه سيعمل على استغلال الوضع وتأليب المواطنين والشارع ضد المليشيا.
وأشار إلى أنّ حديث وزير الصحة الحوثي كشف عن مخاوف المليشيات من ثورة شعبية بسبب تفشي كورونا وعدم قدرة المليشيات على الحد من انتشار الفيروس وزيادة الضحايا لذا تعمد إلى التعتيم والتكتم على الوضع الصحي وتفشي الفيروس.
وأوضح المصدر أنَّ الوزير الحوثي برّر عدم الإعلان بدعوى إتباع سياسية جديدة غير السياسية الغربية التي تعتمد على الإعلان اليومي لحالات كورونا وإثارة الفزع لدى المواطنين، ولفت إلى توجيهات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي بالتعامل مع الفيروس أنه عمل عدائي أمريكي.
وحسب المصدر، فإنّ الوزير الحوثي حذر مدراء المستشفيات والأطباء من الحديث أو الإعلان عن تسجيل حالات كورونا.
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران ممارساتها الخبيثة في التعامل مع أزمة جائحة كورونا، على النحو الذي أخرج الأمور عن السيطرة.
ومن أجل إخفاء حقيقة تفشي الجائحة في مناطق سيطرتها، تقوم المليشيات الحوثية بإعدام المصابين بالفيروس، في جرائم غادرة تبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل المتطرف.
مصادر مطلعة كشفت أنَّ مصابين بكورونا في محافظة صنعاء وإب الواقعة تحت سيطرة الحوثي نفذت فيهم المليشيات حكم الإعدام.
وقالت المصادر إنّ مليشيا الحوثي دفت أعدادًا كبيرة من جثث المصابين في مقابر جماعية تحت ذريعة تراكم الجثث في المستشفيات، مفندين أنّ من تم دفنهم هي جثث متراكمة ويتم التخلص منها بشكل متواصل.
وأفادت مصادر طبية ، بأنّ مليشيا الحوثي عمدت على دفن 12 جثة مصابة بكورونا في محافظة إب، فيما لجأ كثيرٌ من المواطنين في مناطق سيطرة الحوثي للإحجام عن الإبلاغ عن مصابين ذويهم خوفًا من أن يلقوا مصيرًا مشابهًا للسابقين الذي أعدمتهم المليشيات.
ومطلع هذا الأسبوع، كشفت مصادر طبية في صنعاء عن تسجيل أكثر من 400 حالة إصابة بكورونا بينها نحو 60 حالة وفاة وهي نسبة أقل من الواقع الذي ينذر بكارثة إنسانية ستفوق تداعياتها ضحايا الحرب إن لم يتم التعامل مع الأوضاع بجدية وبمسؤولية.
وعممت المليشيات على جميع المستشفيات والمراكز الطبية بعدم الإعلان والإفصاح عن أي حالات إصابة بالوباء أو خروج أي من حالات الوفاة إلى وسائل الإعلام، فضلًا عن إجراءاتها البوليسية والترهيبية وترويعها لأسر المصابين والمتوفين بكورونا يجعل هذه الأسر تخفي وجود إصابات، وهذا يشكل خطرًا كونه يساعد على انتشار المرض.
وأصدر عدد من الأطباء في صنعاء بيانًا حذروا فيه من عواقب وخيمة نتيجة التستر على الوضع الصحي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وأعلنوا عن إخلاء مسؤوليتهم عن الوضع الصحي الكارثي في صنعاء، كما دعو إلى الإعلان عن العدد الحقيقي للإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.
وكانت الأمم المتحدة قد دقّت ناقوس الخطر، وقالت إنّها قلقةٌ من نسبة الوفيات جراء كورونا في اليمن، مقارنة بنسبة حالات الإصابة.
وذكر بيانٌ صادرٌ عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، أنّ هناك 126 حالة مؤكدة إصابتها في اليمن بفيروس كورونا المستجد، بما في ذلك 19 حالة وفاة ذات صلة بالوباء.
وأضاف البيان أنّه خلال الأسبوع الماضي تم الإعلان عن 91 حالة مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا في اليمن، بزيادة تقدر بنسبة 325% تقريبًا عن الأسبوع الذي سبقه، حينما تم الإبلاغ فقط عن 28 حالة مؤكدة مختبريًّا.
وأفاد البيان الأممي بأن معدل الوفيات مرتفع بشكل مثير للقلق إذ يبلغ 15% من إجمالي حالات الإصابة.
وفي الوقت الذي دمّرت فيه مليشيا الحوثي، القطاع الصحي في اليمن، تتوالى التحذيرات من احتمالات انتشار فيروس كورونا في اليمن، على النحو الذي قد يصنع مأساة لن يرى لها العالم مثيلًا.
وسبق أن عبّرت ليز جراندي منسقة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "أوتشا"، عن قلقها من احتمالات الانتشار السريع لفيروس كورونا في اليمن.
وقالت المنسقة الأممية، في بيان: "منذ أول حالة إصابة بالفيروس، حذرنا من أن الفيروس موجود الآن في اليمن وقد ينتشر بسرعة".
وحذّرت جراندي من انخفاض مستويات المناعة العامة، في ظل مستويات عالية من الضعف الحاد ونظام صحي هش ومرهق.