الشر وأهله.. الشرعية تستعين بالحوثيين في العدوان على الجنوب

الخميس 21 مايو 2020 02:27:00
الشر وأهله.. "الشرعية" تستعين بالحوثيين في العدوان على الجنوب

فيما استعرت المؤامرة الإخوانية على الجنوب في الأيام الماضية، فقد كانت مجريات الأمور كاشفةً لحجم التنسيق بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.

مصادر عسكرية كشفت اليوم الأربعاء، عن أنَّ مليشيا الحوثي تساند المليشيات الإخوانية في المعارك الدائرة في أجزاء من محافظة أبين مع القوات المسلحة الجنوبية.

وأوضحت أنّ مليشيا الحوثي تقدم دعمًا لوجستيًّا لمليشيا لإخوان الشرعية، من خلال الكشف عن تحركات القوات الجنوبية في الجبهات التي تشهد معارك عنيفة في هذه الآونة.

وأشارت المصادر إلى أنَّ مليشيا الحوثي تقوم بتزويد غرفة العمليات العسكرية في شبوة ومأرب، وغرفة العمليات المتقدمة في شقرة، التابعتين لإخوان الشرعية، بتقارير يومية عن اتصالات القوات الجنوبية التي تخوض حربًا لتحرير الجنوب من سيطرة مليشيا الإخوان.

وشهدت الأيام الماضية تحركات خبيثة من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التي حرّكت عناصرها صوب محافظة أبين، ضمن بنود مؤامرة كبيرة تستهدف زعزعة أمن الجنوب مجملًا، في وقت تترك فيه "الشرعية" محافظات الشمال للحوثيين يسرحون ويمرحون بها.

ومن خلال تنسيق مع قطر وتركيا، أطلقت حكومة الشرعية عمليات إرهابية استهدفت اجتياح العاصمة عدن عبر محافظة أبين، وتجلّى ذلك في مهاجمة قرى مأهولة بالسكان في الشيخ سالم ومحيط مدينة زنجبار، وقامت المليشيات الإخوانية باستفزاز القوات الجنوبية.

المؤامرة الإخوانية اعتمدت على الدفع بالعديد من العناصر الإرهابية من مأرب وعناصرها المتطرفة التي زجّت بها في شبوة ووادي حضرموت، بغية التصعيد العسكري، تمهيدا للهدف النهائي باجتياح العاصمة عدن.

تحركات مليشيا الشرعية الإخوانية استدعت استنفارًا أمنيًّا كبيرًا من قِبل القوات المسلحة الجنوبية، التي عملت على الانتشار في العاصمة عدن، بالإضافة إلى إعادة تموضع في أطراف شقرة ضمن جهود الجنوب للدفاع عن نفسه وصد المؤامرة التي تحاك ضد شعبه.

وفيما تكشف هذه التحرُّكات الخبيثة عن حجم المؤامرة الإخوانية المفضوحة، فإنّ ما يحدث على الأرض أضيف إلى الأدلة التي فضحت التنسيق بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية ضد الجنوب.

ويمكن القول إنّ انتصارات القوات المسلحة الجنوبية على المليشيات الحوثية لم تكن مجرد كبح لجماح الإرهاب الذي يستهدف أمن الوطن وترويع شعبه، لكنّها فضحت جانبًا من العلاقات المشبوهة التي تجمع بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.

وفي وقتٍ سابق من مايو الجاري، أسرت القوات المسلحة الجنوبية، أربعة عناصر من مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة أرخبيل سقطرى.

وأفادت مصادر محلية، أن القوات المسلحة الجنوبية أسرت العناصر الحوثية وهي تقاتل ضمن صفوف مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية.

وهناك علاقات مشبوهة تجمع بين حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا والمليشيات الحوثية في مختلف الجبهات، عملًا منهما على الحفاظ على مصالحهما ونفوذهما.

وتكشفت خيوط المؤامرة التي تُنفِّذها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية عبر التنسيق مع المليشيات الحوثية، على النحو الذي يُمثّل استهدافًا مباشرًا بأمن الجنوب.

ففي مارس الماضي، وعندنا سيطر الحوثيون على محافظة الجوف، عقدت حكومة المليشيات "غير المعترف بها" اجتماعًا، ترأسه عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي بحضور رئيس الحكومة عبد العزيز بن حبتور، وقيادات عسكرية وأمنية تابعة لأجهزة المليشيات، تمّ خلاله الإقرار بخطة مهاجمة الجنوب.

وقالت وسائل إعلام حوثية إنّ الخطة تضمَّنت مجموعةً من السياسيات والبرامج والخطوات العملية التي غطّت أربعة محاور رئيسية تشمل العسكري والأمني والسياسي والثقافي، التي سيتم البدء الفوري في تنفيذها ميدانيًّا بعد إقرارها من رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.

وناقش الاجتماع الخطط الفرعية المقدمة من قبل المحافظين حول الآليات الأكثر فاعلية لرفض ما سموه "احتلال التحالف"، وفي المقدمة حشد الطاقات البشرية على المستوى المحلي للمواجهة الميدانية.

وقامت حكومة الشرعية بتسليم محافظة الجوف للحوثيين، حيث أقدم حزب الإصلاح على تسليم الجوف للحوثيين وفقًا لاتفاق سري وقعه الطرفان، وقد أفضى إلى سيطرة المليشيات الحوثية على مناطق في نهم وأجزاء من محافظتي مأرب والجوف.

مصادر عسكرية قالت إنَّ الاتفاق وقَّعه الحوثيون والإصلاح قبل أكثر من سبعة أشهر، وقد ظهر ذلك من خلال الهجمات التي قادها حزب الإصلاح ضد العاصمة عدن، وتصعيد الحوثيين على جبهات الضالع.

خيانة "الإصلاح" الجديدة بتسليم جبهة الجوف للحوثيين والاجتماع الذي عقدته قيادة المليشيات، برهن على ضخامة المؤامرة الإخوانية - الحوثية ضد الجنوب، لا سيّما أنّ تسليم "الإصلاح" جبهة الجوف للحوثيين تزامن معه تحركات موسعة من قِبل المليشيات تجاه الضالع وأبين.