خروقات هدنة التحالف.. الحوثي ينسف آمال التهدئة
بشكل يومي، تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران العمل على خرق الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي، على النحو الذي يكشف عن مساعي هذا الفصيل الخبيثة نحو إطالة أمد الحرب.
التحالف العربي رصد ضلوع مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في 59 خرقا لوقف النار، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.
وقال التحالف في بيان، إن خروقات المليشيا الإجرامية، للتهدئة، بلغت حتى اليوم ثلاثة آلاف و919 خرقًا، وجدَّد التزامه بقرار التهدئة، ووقف إطلاق النار المعلن في الثامن من أبريل الماضي، مؤكدا دعمه جهود المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث.
وشدد بيان التحالف على تطبيق أقصى درجات ضبط النفس بقواعد الاشتباك مع حق الرد المشروع لحالات الدفاع عن النفس في الجبهات.
ميدانيًّا، شنت مدفعية مليشيا الحوثي الإرهابية، قصفًا مدفعيًّا عنيفًا على القرى السكنية ومزارع المواطنين في مديرية الدريهمي، بمحافظة الحديدة.
وأكدت مصادر محلية في المديرية، أنَّ المليشيات الحوثية استهدفت القرى ومزارع المواطنين بسبع قذائف هاون ثقيل عيار 120 وبعدد من قذائف آر بي جي.
وأضافت المصادر أنّ عناصر بالمليشيات الإجرامية، فتحت النار من سلاح ثقيل عيار 23 على منازل الأهالي.
كما شنّت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، هجوما على منطقة الجبلية، في مديرية التحيتا، بمحافظة الحديدة.
وأطلقت المليشيات، بحسب مصادر محلية في الجبلية، الرصاص بالأسلحة الرشاشة المتوسطة صوب مزارع المواطنين في المنطقة.
ودأبت مليشيا الحوثي الإرهابية، على تصعيد اعتداءاتها على المواطنين في الحديدة خلال شهر رمضان المبارك.
وأفشلت القوات المشتركة، تسلل عناصر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إلى منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وكبدت القوات المشتركة، بحسب مصادر ميدانية، المليشيات الإرهابية، خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقالت المصادر إنَّ عناصر المليشيات الحوثية حاولت التسلل إلى مواقع القوات المشتركة في الفازة، مؤكدة أنها سرعان ما انكسرت أمام تصدي القوات المشتركة.
تواصل المليشيات الحوثية العمل على إطالة أمد الحرب القائمة منذ صيف 2014، متجاهلةً الدعوات الرامية إلى وقف الحرب وإحلال السلام.
وتمارس المليشيات الحوثية تعنتًا كبيرًا في رفض كل النداءات الإنسانية والإقليمية والأممية لخلق الظروف المناسبة لمواجهة "كورونا".
وتصر المليشيات الحوثية على عدم الاستجابة للخطوات المطلوبة، وتصم أذنيها عن الدعوات الدولية التي حملتها مسؤولية انتشار الوباء.
آخر دليل على التعنت الحوثي هو عدم الانصياع لقرار وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه التحالف العربي.
كما رفضت المليشيات منح الموافقة على 93 مشروعاً إغاثياً، في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها بقيمة 180 مليون دولار.
لا تزال تتوالى الدعوات من أطراف عدة، تُشدّد فيه على ضرورة الحل السياسي، في وقتٍ لا يزال المجتمع الدولي مطالبًا بالعمل على الضغط على المليشيات الحوثية لإجبارها على السير في طريق السلام.
أحدث الدعوات صدرت عن بلجيكا، حيث قالت سفيرتها لدى اليمن دومينيك مينور، في رسالة مصورة، إن بلادها طالما شاركت في حل النزاعات، مؤكدة أن اليمن يحتل أولوية لدى بلجيكا.
وشددت على دعم بلادها جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مطالبة أطراف النزاع ببدء مباحثات للوصول إلى حل سياسي دائم.
وأشارت إلى أنه من خلال شغل بلجيكا المقعد غير الدائم في مجلس الأمن، اتخذت تحركات لتسليط الضوء على قضية إقحام الأطفال في النزاع.
ومطلع هذا الأسبوع، أكّدت صحيفة "البيان" الإماراتية أنَّ مبادرة السلام الأممية تنتظر رد مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على المقترحات التي وضعها المبعوث الأممي في صيغتها المعدلة، خلال الأسبوع الجاري، خاصة بعد موافقة التحالف العربي عليها.
وحذرت الصحيفة، في تقرير، من احتمال اختلاق المليشيات الإرهابية، عقبات جديدة تحول دون إبرام اتفاق شامل لوقف إطلاق النار يمهد لمحادثات سياسية شاملة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية مطلعة أن نقطة الخلاف التي لا تزال تنتظر موقف زعيم المليشيا الحوثية تتعلق بالمطالبة بإلغاء كل أشكال الرقابة الجوية والبحرية على تهريب الأسلحة.
وأوضحت أن المبعوث الدولي سيتولى مناقشة هذه النقطة، ويأمل أن يصل إلى اتفاق بشأنها حتى يتم توحيد الجهود لمواجهة جائحة "كورونا" بعد وفاة أكثر من 360 شخصا بأعراض شبيهة بهذا الوباء.
وفيما ينتظر ملايين السكان أن تتوّج جهود الأمم المتحدة بإحلال السلام، إلا أنّه لا يمكن التعويل كثيرًا على هذه الخطوة بالنظر لما أقدمت عليها المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية من جرائم وانتهاكات أطالت أمد الحرب.
وارتكبت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران الكثير من الجرائم ضد الإنسانية التي كبّدت المدنيين أبشع وأفدح الأثمان، في وقتٍ مارس فيه المجتمع الدولي صمتًا مرعبًا وتساهلًا مريبًا، مكّن المليشيات من التمادي في جرائمها.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.