الحوثي وصلاة العيد.. المليشيات تمنح كورونا رخصة الانتشار
في الوقت الذي تمثّل فيه التجمعات خطرًا مرعبًا في تفشي فيروس كورونا، فإنّ المليشيات الحوثية منحت الجائحة "تأشيرةً" للانتشار في مناطق خاضعة لسيطرتها.
محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، شهدت صباح اليوم الأحد، أول أيام عيد الفطر المبارك، تجمُّعات شعبية لأداء صلاة العيد بشكل جماعي في الساحات والمساجد.
وأكدت مصار محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، أنّ المواطنين أقاموا الصلاة في غياب أي إجراءات وقائية، من فيروس كورونا.
وحملوا المليشيات الحوثية، المسؤولية عن إهمال تطبيق القيود الاحترازية من فيروس كورونا، والسماح بالتجمعات الكبيرة بدون أي قواعد لمنع تفشي العدوى.
وتواجه محافظة إب، تحديا كبيرا مع تفشي فيروس كورونا بشكل واسع، وسط تأكيد مصادر طبية متطابقة، تسجيل عدد من الحالات الإصابات والوفيات بالفيرس، مع استمرار المليشيات في إنكار الوضع الوبائي.
في سياق متصل، حذَّرت المحامية والناشطة الأمريكية الحقوقية، إيرينا تسوكرمان، من أن مليشيا الحوثي الإرهابية، تتبع تعليمات إيران في التعامل مع الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في مناطق سيطرتها.
ونبهت في ندوة حقوقية افتراضية، أن المليشيات تكتمت على الإصابات وتنكر التفشي الوبائي في مناطقها، مؤكّدة أنّ المليشيات تقوم بإعادة سيناريو إيران في اليمن.
وأوضحت أنّ الكارثة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا في إيران، قضت على حياة كبار المسؤولين والمدنيين في إيران، مشيرةً إلى أن تستر مليشيا الحوثي على الوباء نتيجة لتبعيتها لخطى إيران.
بشكل واضح وصريح، أصبح فيروس كورونا أحد الأسلحة التي أشهرتها المليشيات الحوثية في وجه السكان القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر إجراءات فوضوية تنفذها المليشيات بعدما نقلت الفيروس من إيران.
وسبق أن كشفت صحيفة الرياض أنَّ مليشيا الحوثي أدخلت فيروس كورونا لليمن من إيران عن طريق زيارات أعضاء المليشيات.
ونقلت الصحيفة عن باحثين أن اقتحام الفيروس القاتل الأراضي اليمنية بدأ من صنعاء عن طريق الزيارات المتكررة والمتواصلة التي تقوم بها عناصر المليشيا الإرهابية إلى إيران، وسط تكتم شديد وقمع مارسه أفراد العصابة الحوثية، لمنع أي معلومات عن انتشار الوباء.
وأرجعت المصادر الممارسات الحوثية إلى أسباب عديدة، منها: أن حالات الإصابة كانت قادمة من إيران، والاستمرار في التحشيد ومدّ الجبهات بالمقاتلين، وعدم إيقاف الحرب التي تخدم أهدافها العبثية والوحشية.
وأشارت إلى أن مقاطع فيديو مُروّعة من أرض الواقع أظهرت أن مليشيا الحوثي تبحث عن مرضى كورونا بقصد قتلهم، ووصفت الوباء في اليمن بأنه قضية سياسية وعسكرية أكثر من كونه قضية صحية.
وإيران هي التي تدعم المليشيات الحوثية بالأموال والأسلحة والخبراء العسكريين، وهذا الدعم مكّن من إطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.
وسجّلت جائحة كورونا حضورًا مرعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقتٍ تصر فيه المليشيات على تعاملها المريب مع الأزمة.
ونهاية الأسبوع الماضي، أغلقت مليشيا الحوثي، أحد الأحياء الشعبية، شمال شرقي صنعاء، بعد تفشي فيروس كورونا في الحي، وقال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن المسلحين الحوثيين أغلقوا حي بير التبان بعد وفاة ثلاثة أشخاص بفيروس كورونا وظهور أعراض الإصابة على آخرين.
وسبق أن اعترف وزير الصحة في حكومة الحوثيين "غير المعترف بها" طه المتوكل، بتفشي فيروس كورونا، وذلك خلال اجتماعه مع مدراء المستشفيات في صنعاء.
وقال مصدر طبي مطلع لـ"المشهد العربي" إن القيادي الحوثي المدعو طه المتوكل المعين وزيرًا للصحة في حكومة المليشيات اعترف بتفشي فيروس كورونا، لكنه أكد أنّه لن يعلن عن تسجيل الحالات المصابة بالفيروس المستجد.
وأضاف المصدر أن الوزير الحوثي برر عدم الإعلان عن حالات كورونا بأن مليشياته الحوثية الإرهابية في حالة حرب مع التحالف العربي وأنه سيعمل على استغلال الوضع وتأليب المواطنين والشارع ضد المليشيا.
وأشار إلى أنّ حديث وزير الصحة الحوثي كشف عن مخاوف المليشيات من ثورة شعبية بسبب تفشي كورونا وعدم قدرة المليشيات على الحد من انتشار الفيروس وزيادة الضحايا لذا تعمد إلى التعتيم والتكتم على الوضع الصحي وتفشي الفيروس.
وأوضح المصدر أنَّ الوزير الحوثي برّر عدم الإعلان بدعوى إتباع سياسية جديدة غير السياسية الغربية التي تعتمد على الإعلان اليومي لحالات كورونا وإثارة الفزع لدى المواطنين، ولفت إلى توجيهات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي بالتعامل مع الفيروس أنه عمل عدائي أمريكي.
وحسب المصدر، فإنّ الوزير الحوثي حذر مدراء المستشفيات والأطباء من الحديث أو الإعلان عن تسجيل حالات كورونا.
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران ممارساتها الخبيثة في التعامل مع أزمة جائحة كورونا، على النحو الذي أخرج الأمور عن السيطرة.
ومن أجل إخفاء حقيقة تفشي الجائحة في مناطق سيطرتها، تقوم المليشيات الحوثية بإعدام المصابين بالفيروس، في جرائم غادرة تبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل المتطرف.
مصادر مطلعة كشفت أنَّ مصابين بكورونا في محافظة صنعاء وإب الواقعة تحت سيطرة الحوثي نفذت فيهم المليشيات حكم الإعدام.
وقالت المصادر إنّ مليشيا الحوثي دفت أعدادًا كبيرة من جثث المصابين في مقابر جماعية تحت ذريعة تراكم الجثث في المستشفيات، مفندين أنّ من تم دفنهم هي جثث متراكمة ويتم التخلص منها بشكل متواصل.
وأفادت مصادر طبية ، بأنّ مليشيا الحوثي عمدت على دفن 12 جثة مصابة بكورونا في محافظة إب، فيما لجأ كثيرٌ من المواطنين في مناطق سيطرة الحوثي للإحجام عن الإبلاغ عن مصابين ذويهم خوفًا من أن يلقوا مصيرًا مشابهًا للسابقين الذي أعدمتهم المليشيات.
وعممت المليشيات على جميع المستشفيات والمراكز الطبية بعدم الإعلان والإفصاح عن أي حالات إصابة بالوباء أو خروج أي من حالات الوفاة إلى وسائل الإعلام، فضلًا عن إجراءاتها البوليسية والترهيبية وترويعها لأسر المصابين والمتوفين بكورونا يجعل هذه الأسر تخفي وجود إصابات، وهذا يشكل خطرًا كونه يساعد على انتشار المرض.
وأصدر عدد من الأطباء في صنعاء بيانًا حذروا فيه من عواقب وخيمة نتيجة التستر على الوضع الصحي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وأعلنوا عن إخلاء مسؤوليتهم عن الوضع الصحي الكارثي في صنعاء، كما دعو إلى الإعلان عن العدد الحقيقي للإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.