هجمات التحالف المركّزة.. كيف تُضيِّق الخناق على الحوثيين؟
بعدما سنح المجال أمام الحل السياسي وتحقيق الاستقرار المأمول، فقد ضيّق التحالف العربي الخناق على المليشيات الحوثية، التي لم تراعِ أي حرمات سواء في شهر رمضان الكريم أو في عيد الفطر المبارك ومالت إلى التصعيد العسكري.
ففي عددها الصادر اليوم الأربعاء، سلّطت صحيفة "البيان" الإماراتية، الضوء على آخر التطورات الميدانية التي كان آخرها هجمات مركزة للتحالف العربي على صعدة.
وبّينت الصحيفة في تقرير لها، أن غارات التحالف دمرت خلال الساعات الماضية مخزناً للاسلحة تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في صعدة.
وأشارت إلى أن مقاتلات التحالف نجحت في استهداف عربتي كاتيوشا، إلى جانب مركز حرب إلكترونية تابع للمليشيات أيضًا
وأوضحت الصحيفة أنَّ الهدف من الضربات الجوية للتحالف، هو إحباط أي تحركات للحوثيين في بعض مواقع صعدة والجوف.
وانتهت قبل أيام هدنة إنسانية أعلنها التحالف تضمّنت وقفًا لإطلاق النار لكنّها كانت من جانب واحد، حيث ردّت المليشيات الحوثية عليها بسلسلة متواصلة من الخروقات، وقد أتبعت ذلك بتهديدات نحو مزيدٍ من التصعيد.
التهديدات الحوثية صدرت على لسان الناطق باسم المليشيات المدعو محمد عبد السلام فليتة الذي يُنظَر إليه بأنّه وزير الخارجية الفعلي للمليشيات، حيث لوّح للتصعيد العسكري في المرحلة المقبلة في العمليات ضد التحالف العربي.
التلويح الحوثي كرّره القيادي بالمليشيات، وهو المدعو حسين العزي المعيّن نائبًا لوزير خارجية المليشيات، بإشعال المعارك على نطاق واسع، زاعمًا أنّ المليشيات نفد صبرها.
التصريحان الحوثيان يُشيران إلى مرحلة جديدة من دراما الحرب الحوثية، فالمليشيات التي تعتمد على الأكاذيب على صعيد واسع، تهدِّد بمزيدٍ من التصعيد، على الرغم من أنّ تصعيدها العسكري لا يتوقّف على الأرض.
وإذا كانت المليشيات الحوثية قد ارتكبت أكثر من أربعة آلاف للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي في أبريل الماضي، فإنّ اتفاق السويد مثّل الدليل الأكبر في سلسلة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الحرب.
فالاتفاق الموقع في ديسمبر 2018، خرقته المليشيات الحوثية بأكثر من 15 ألف انتهاك، على الرغم من أنّ هذا المسار نُظِر إليه بأنّه الخطوة في مسار إحلال السلام، إلا أنّ المليشيات الموالية لإيران أفشلت هذا المسار بسبب الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات.
وإزاء التصعيد الحوثي المتواصل ومع إقدام المليشيات على الخيار العسكري دون أن تسمح لأي هدنة إنسانية أن تنجح، فإنّ التحالف العربي يبقى ملتزمًا بالعمل على مكافحة الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران، لا سيّما أنّ هذا الإرهاب يمثّل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي العربي.
وعلى مدار أكثر من خمس سنوات، حقّق التحالف العربي كثيرًا من التضييق على الحوثيين، وفي الوقت الذي منيت فيه المليشيات بخسائر أمام التحالف فإنّها ذهبت إلى استهداف المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، وهو ما يكشف خِسة هذا الفصيل الإرهابي.