6291 انتهاكًا حوثيًّا ضد الصحفيين.. المليشيات تغتال الكلمة
بغية إخفاء الحقيقة وسعيًّا للتكتم على جرائمها، تملك المليشيات الحوثية الموالية لإيران باعًا طويلة في الاعتداء على الصحفيين، على النحو الذي فضح إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران.
مصادر حقوقية وثّقت ارتكاب المليشيات 6291 انتهاكًا ضد الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في محافظة صنعاء، وذلك خلال الفترة ما بين 21 سبتمبر 2014 حتى 30 أبريل 2020.
وتعبيرًا عن بلوغ الصحافة أسوأ حالاتها في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تقول المصادر إنّ الاعتداءات والانتهاكات التي تمارسها المليشيات مقسمة إلى 17 فئة، تشمل عمليات القتل خارج نطاق القضاء ومحاولة القتل والتهديد والاختطاف التعسفي والاختفاء القسري والمحاكمات السياسية والإصابات والتعذيب والاعتداء الجسدي والإقامة الجبرية ونهب المؤسسات الإعلامية.
وتضمّنت الاعتداءات الحوثية كذلك الاستبعاد والإساءة والفصل من العمل ونهب المساعدات الغذائية المخصصة للإعلاميين والتشريد القسري، كما انتهجت المليشيات سياسة إسكات الأصوات لمحو دور المؤسسات الإعلامية التي استولت عليها بالقوة وأخضعتها لسيطرتها.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، شنّ هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران كثيرًا من الاعتداءات على الصحفيين والإعلاميين عقابًا لهم على فضح الجرائم التي ترتكبها المليشيات.
وتهدف المليشيات الحوثية من وراء هذه الجرائم إلى إخفاء صوت الحقيقة وحتى لا يعرف العالم شيئًا عن الجرائم العديدة التي ترتكبها المليشيات الموالية لإيران، والتي كبّدت المدنيين أفدح الأثمان.
وقبل أيام، جدّدت رابطة أمهات المختطفين مطالبتها مليشيا الحوثي بالإفراج الفوري عن تسعة صحفيين مختطفين في سجون المليشيات منذ خمسة أعوام احترازًا من كورونا.
وقالت الرابطة في بيان لها، إنّ الصحفيين المختطفين يواجهون خطرًا في سجون مليشيا الحوثي وبخاصةً بعد تفشي وباء كورونا في البلاد، وهم: عبد الخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، أكرم الوليدي، هشام طرموم، عصام بلغيث، هشام اليوسفي، هيثم الشهاب، وحسن عناب.
واستغربت أمهات المختطفين استمرار مليشيا الحوثي احتجاز الصحفيين في سجونها رغم الأوامر بالإفراج عنهم.
وأوضحت الرابطة أنّ الصحفيين الذين قدمت لهم أسرهم ضمانات ولم تتعامل معها جماعة الحوثي بعد أن تمت معاملاتها لهم هم: هشام أحمد صالح طرموم، وعصام أمين أحمد بلغيث، وهشام عبد الملك عبد الرزاق اليوسفي، وهيثم عبد الرحمن رواح الشهاب، وحسن عبد الله يحيى عناب، وما تزال جماعة الحوثي تحتجزهم وترفض الإفراج عنهم بعد أن أقرت الإفراج عنهم بتاريخ 11 أبريل 2020.
واستنكرت الممارسات التي تنتهجها مليشيا الحوثي المسلحة بحق الصحفيين في سجونها حيث اختطفت عشرات الصحفيين منهم من قتل بسبب احتجازهم في مناطق عسكرية ومنهم من تعرض للإخفاء القسرى لعدة أشهر كما تعرضوا لتعذيب وسوء المعاملة والابتزاز المالي لهم ولأسرهم.
كما أدانت تعرض أسر الصحفيين المختطفين للابتزاز المالي بحجة الضمانات الحضورية التي طلبتها النيابة بعد قرار الإفراج عنهم، وبعد أن أتمت الأسر الضمانات بمبالغ مالية وصلت بعضها إلى 400 ألف ريال، تتفاجأ الأسر أن مليشيا الحوثي ترفض الإفراج عنهم مطالبة مقابل الإفراج عنهم بمبادلتهم بأسرى حرب من مقاتليها في الجبهات، وهو استنكرته الأمهات بشدة فكيف يتم مبادلة صحفي مدني بمقاتل عسكري، وفق البيان.
وناشدت أمهات المختطفين المنظمات الحقوقية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي والصليب الأحمر الدولي بصنعاء والمفوضية السامية ونقابات الصحفيين العربية والعالمية والاتحادات إلى السعي للإفراج عن جميع الصحفيين المختطفين خوفاً على حياتهم من تفشى وباء كورونا وكونهم صحفيون ولهم حرية التعبير.
وسبق أن طالبت منظمة العفو الدولية، مليشيا الحوثي، بإلغاء أوامر القتل الصادرة عنها بحق أربعة من الصحفيين اليمنيين وإسقاط جميع التهم الموجهة إليهم.
وقالت مديرة المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مرايف: "إنه لأمر مروع أن يظل هؤلاء الصحفيون الشجعان عرضة لخطر الإعدام لمجرد إبلاغ العالم بالحقيقة عن المعاناة التي تمر بها اليمن".
ودعت، في بيان لها، إلى إطلاق سراح جميع الصحفيين المسجونين في سجون مليشيات الحوثي بسبب عملهم، وأشارت إلى أن الصحفيين العشرة يعانون منذ اعتقالهم في 2015م من مجموعة من المشاكل الطبية ولم يتلقوا العناية الطبية الكافية.
وأضافت: "الظروف المزرية داخل السجون، ومراكز الاحتجاز المكتظة في اليمن خلال تفشي وباء فيروس كوفيد – 19؛ تجعل المحتجزين عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد – 19".
وفي 11 أبريل الماضي، أصدرت مليشيا الحوثي أوامر قتل بحق 4 صحفيين مختطفين في سجونها منذ 5 سنوات وهم عبد الخالق عمران وأكرم الوليدي وحارث حميد وتوفيق المنصوري.
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران التضييق على العاملين بوسائل الإعلام، عقابًا لهم على فضحهم الجرائم التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
ودفع الصحفيون أبشع الأثمان بسبب التضييق الحوثي الفتاك، حيث زجّت المليشيات بالكثيرين منهم إلى غياهب المعتقلات، وأقدمت على تقديمهم لمحاكمات جائرة.
وتعمل المليشيات على التضييق على وسائل الإعلام، بغية منعها من كشف الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الحوثيون منذ أن أشعلوا حربهم العبثية في 2014.
وبيَّنت إحصائيات سابقة أنَّ نحو 1000 صحفي وإعلامي اضطروا إلى النزوح ومغادرة اليمن تفاديًّا لتعرضهم للاختطاف أو القتل، كما حجبت المليشيات أكثر من 280 موقعًا ووكالة وشبكة إخبارية محلية، مع استنساخ بعضها بمواقع بديلة تنفّذ من خلالها سياساتها وحملاتها التحريضية.
ومنذ إحكام سيطرة المليشيات على صنعاء على وجه التحديد، ارتكبت أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الحريات الصحفية كالاعتداء والقتل والتهديد والاختطاف والنهب والفصل عن العمل.