الشرعية تستيقظ على خطر فقدان علاقتها بالتحالف العربي
رأي المشهد العربي
عبَرت جملة من التصريحات التي أدلى بها قيادات بارزة في الشرعية بأنها ترغب في تحسين علاقتها مع التحالف العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية، ما يشير بأنها استيقظت على خطر احتمالية خسارة دعم التحالف بعد أن فرطت في جبهات الشمال ووجهت سلاحها باتجاه أبناء الجنوب، في وقت أضحت فيه مؤيدة بشكل أكبر إلى محور الشر "التركي - الإيراني - القطري".
ركزت وسائل إعلام إخوانية خلال الأيام الماضية على تصريحات للمدعو أحمد الميسري الذي يشغل منصب وزير الداخلية ويعد أحد أبرز عملاء قطر داخل الشرعية، أشار فيها إلى أن الشرعية تبحث عن علاقة سوية مع المملكة العربية السعودية من دون أن يوضح شكل هذه العلاقة في ظل الدعم الذي تحظى به الشرعية من المملكة منذ انطلاق عاصفة الحزم.
وبدا واضحاً أن المدعو الميسري استشعر بأن المملكة العربية السعودية فضحت أمر الشرعية تحديداً بعد تزايد وتيرة الاتصالات بينها وبين المليشيات الحوثية الإرهابية وظهور التحالف بين الطرفين إلى العلن تحديداً في المعارك التي اندلعت مؤخراً في أبين والضالع، وهو ما دفعه إلى محاولة قلب الحقائق والتأكيد على أن الجنوب هو الطرف المعرقل للعملية السياسية، أيضاً من دون أن يعطي دليلاً واحد على كلامه.
تجد الشرعية نفسها في مأزق لأنها انسحبت من جبهات الشمال من أجل تدشين حضورها في الجنوب، غير أنها اصطدمت بقوة جنوبية لا يمكن الاستهانة بها، والأهم أنها اصطدمت أيضاً بموقف رافض من التحالف العربي لما أقدمت عليه مؤخراً في أبين، ولعل دعوة ولي العهد السعودي إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي لزيارة المملكة ومناقشة الأوضاع في الجنوب وإجراء مباحثات سياسية تمهد لتنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي ترفضه الشرعية أكبر دليل على ذلك.
تدرك الشرعية أنها في حالة ضعف، اعترف بها المدعو الميسري صراحة، دفعتها إلى استجداء الدعم من أي جهة، ولو عبر حشد مليشياتها في جبهات الجنوب خلال الأيام القليلة الماضية، أملا في دفعة جديدة من المال القطري الملوث.
غير أنها لا تدرك أيضاً أن الوقت قد فات وأنها فوتت جميع الفرص من أجل إعادة تصويب سياساتها، وأن المكاسب التي كانت تضعها نصب أعينها قبل أشهر قليلة قد لا تستطيع الوصول إليها في الوقت الحالي، ارتكاناً إلى حالة الضعف التي تعترف بها، ونتيجة لتعدد تحالفاتها التي تودي بها في النهاية إلى لا شيء.
استيقظت الشرعية فجأة على خطر فقدان علاقتها بالتحالف العربي، وبالتالي فإنها تعمل على محاولة شيطنة جميع الأطراف الأخرى، وتبرئة ذمتها، في سبيل محاولة تحسين صورتها القائمة أمام التحالف، لكن الأكيد أن هناك دلائل عديدة تبدد محاولات الشرعية والتي أضحت أكثر اعتماداً على التنظيمات الإرهابية ومحور الشر في سبيل الحفاظ على حضورها.