أما زال بالإمكان الثقة بهؤلاء
في إطار اجتماعات الرياض الجديدة لا بد من التفاوض على أسس جديدة وعدم ترك الأمر منفلتاً لمزاجية العابثين وتلاعبهم فاتفاق الرياض وثيقة دولية والتوقيع عليها هو التزام ومسؤلية وطنية وأخلاقية وتشكل مسؤلية ومرجعية إقليمية ودولية ولهذا فأن خرقها وعدم الالتزام بمضامينها يغدوأمراً يستوجب العقوبة والردع حتى تظل للمعاهدات احترامها والالتزام بما تتضمنه من حقوق وواجبات.
إن الأمرلا علاقة له بالعنجهية والاستقواء بل إن يرتبط بمبدأ التقيد والالتزام بما اتفق عليه وهو بنفس الوقت يلزم الدول الراعية ردع ومعاقبة كل من يتعدى تلك المعاهدة ويتجاهل بنودها.
إن الجنوبيين يطالبون المجلس الانتقالي اليوم بالعمل من أجل إضافة بنود أخرى وحماية وضمانات ارجع من يحاول التمرد على أي اتفاق يتم توقيعه بما في ذلك اتفاق الرياض، لأن التجارب الطويلة والمريرة علمتنا بأن هؤلا لا يخجلون من النكث بتعهداتهم وأنهم في العادة يوقعون الاتفاقيات كشكل وبريستيج وسرعان مايتوجهون لتغيير الأمر على الأرض وبالتالي تقويض الاتفاق وطيه حسب ما تعودوا عليه في عرف الاحتيال والخديعة المعروف عنهم كما فعلوا مع "وثيقة العهد والاتفاق" التي وقعوها في عمان يوم 20 فبراير 1994م ونقضوها صباح 21 من نفس الشهر والعام.
إننا ندعو المجلس الانتقالي حامل القضية الجنوبية والمعبر السياسي عن ملايين من الجنوبيين أن يضع نصب عينيه تضحيات شعبنا في الجنوب ومسيرته الطويلة في النضال وما عاناه من ويلات وقهر وما قدمه ولا يزال يقدم من أرواح وتضحيات وشهداء في سبيل تحقيق حلمنا بالحرية وحق تقرير المصير.
نحن على يقين أن قيادة المجلس الانتقالي تعلم كم عانى أبناء الجنوب وما ناله الجنوب من تدمير ثقافي واجتماعي وسياسي وأخلاقي واقتصادي وكم نتج من ظلم هؤلاء وإضطهادهم لنا من آرامل ويتامي وامهات ثكالى ودماء الشهداء، وهو ما يدفعنادعم مجلسنا الانتقالي ليكون كما عهدناه مخلصاً وفيأً لآمال شعبنا وحقوقه وأهمها حق الحياة بحرية وكرامة بعيداً عن أية وصاية من أحد أو تبعية لأحد.