هل الشرعية شرعية؟؟

يتساءل الجنوبيون ، وهذا حق من حقوقهم المشروعة: ما هو مفهوم "الشرعية" عند شرعيي المنفى؟ فالشرعية كما هو متعارف عالمياً، إما أن تكون شرعية دستورية، مستمدة من نتائج انتخابات ديمقراطية حرة، وإما أن تكون شرعية ثورية في ظروف المراحل الانتقالية، بعد قيام الثورة (أي ثورة) وإسقاط النظام الذي قامت ضده بعد أن يكون قد فقد أهليته.

وبالنسبة للوضع في اليمن، وفي الجنوب على وجه الخصوص، فإن "الشرعية" القائمة اليوم، هي "شرعية" بلا مشروعية، لأنها سقطت في الشمال في معركة المواجهة مع المشروع الإيراني ولم تنل هناك أي حاضنة شعبية، ولو كانت لديها مثل هذه الحاضنة لدافعت عنها وتصدت للمشروع السلالي الغريب والمتخلف والدموي، أما في الجنوب فإن "الشرعية" تتآمر على الجنوب وتعمل ضد تطلعات الشعب الجنوبي وأحلام أبنائه.

ما الذي يجعل "الشرعية" شرعية؟؟

"الشرعية" اليمنية لم تقم بأي عمل يبرهن على أهليتها لتكون فعلاً شرعية، فلا هي حررت الشمال من الانقلاب والانقلابيين، ولا هي حافظت على المناطق الشمالية التي حررها أبناؤها في الجوف وإب وتعز والحديدة، بل سلمت بعض تلك المناطق تسليما دونما مواجهة لقوات إيران الانقلابية، ولا هي حمت وبنت مناطق الجنوب التي حررها أبناؤها في أقل من مائة يوم، وكل ما تفعله (الشرعية) هو استلام الإعانات والمواد الإغاثية والعبث بها والفشل حتى فيي إيصالها إلى المستهدفين بها ، تماما كما يفعل الحوثيون.

وبالعكس فقد تخلت عن العاصمة عدن ونشرت فيها الفساد ولوثت الأخلاق ودمرت الخدمات والبنية التحتية كنوع من الانتقام من الجنوبيين لأنهم تجرأوا على هزيمة الحوثيين أنصار إيران.

ومن أغرب الغرائب أن الشرعية لم تجد في الجنوب إلا سيئي الصيت والسمعة الذين تعمدت تمكينهم وتسليمهم مقاليد الحياة السياسية والاقتصادية في عدن والجنوب ونصبتهم كممثلين للجنوب في هذه اللشرعية، والأمثلة على ذلك كثيرة فليس بن دغر والعيسي والميسري والجبواني إلا عينات لمئات الحالات التي يتحجج بها أساطين الطغيان الشماليين عندما يتحججون بأن الجنوب هو من يحكم اليمن، وهي لعبه سمجة قد مل منها الشعب في الجنوب والشمال على السواء، وصار الكل يعلم أن هؤلاء لا يحظون حتى بدعم ومساندة أقرب أقربائهم ولو كان لديهم من يحترمهم لكانوا صمدوا معه وجذبوه إلى صف الشرعية ولا استعانوا بالأغراب وسافروا إلى الأناضول للبحث عن أنصار، بينما أهلهم يكتوون بنيران الفاقة والحاجة والأوبئة والتلوث البيئي.

"الشرعية" هي شرعية الإنجاز، فماذا أنجرزتم لنا يا هؤلاء غير الفساد و نهب الموارد والعبث بها وترك الشعب في الشمال والجنوب فريسة للمساوئ والأمراض والمجاعة والظلم والظلام.

بقيت نقطة لا بد من مصارحة الرئيس هادي بها،. . . لقد انتخبك الشعب باسمك وصفتك ولم ينتخب أولادك وحاشيتك، وإذا كنت لا تعلم فاعلم أن حلفاءك في حزب الإصلاح يسربون عشرات الوثائق التي تتهم أولادك بالفساد من خلال استغلال سلطتك (كما يقولون)، أما إذا كنت تعلم هذا وتسكت عنه فتلك مصيبةٌ لأن هذا يضرك حتى وإن اعتقدت أنه ينفعك، فهل ستتصرف لحماية نفسك وموقعك من العواقب الوخيمة التي يعد حلفاؤك لإيقاعك فيها؟ أم أنك راضٍ عن هذه اللعبة القذرة؟؟.