الحوثي وكابوس كورونا.. جائحة تلتهم السكان ومليشياتٌ تغرق في الإهمال
أصبحت جائحة كورونا عنوانًا لأزمة متفاقمة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظل العبث الكبير الذي تدير به المليشيات المشهد الراهن.
وسجّلت صنعاء وفاة أكثر من 30 شخصا بينهم شخصيات معروفة خلال 24 ساعة الماضية، في ظل تسارع تفشي فيروس كورونا.
وقالت مصادر طبية لـ"المشهد العربي"، إن صنعاء سجلت 33 وفاة بأعراض فيروس كورونا.
وتزايدت حالات الوفاة في صنعاء بشكل غير طبيعي وسط مطالبات لمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، بكشف حقيقة الوضع الوبائي في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وأفاد مصدر طبي مطلع في تصريحات لـ"المشهد العربي"، بأن عدد الإصابات المؤكدة مخبريا بفيروس كورونا وصلت إلى 720 حالة إصابة, بالإضافة إلى وفاة 115 حالة.
وشدد على أن هناك أضعاف هذه الإصابات والوفيات لم تصل إلى المستشفيات, مع استكمال الطاقة الاستيعابية لمركزي العزل المخصصين لفيروس كورونا في صنعاء.
في سياق متصل، أغلقت مليشيا الحوثي، عددًا من الأحياء في صنعاء بعد تفشي فيروس كورونا، وقال سكان محليون لـ"المشهد العربي"، إنّ عناصر ما يسمى الاستجابة الأمنية التابعة للمليشيا المدعومة من إيران، أغلقت أحياء منطقة هائل المكتظة بالسكان مع تزايد المصابين بالفيروس التاجي في تلك الأحياء.
وأضاف السكان أنّ المليشيات أغلقت أيضًا أحياء سكنية غربي صنعاء, وفي منطقة الأصبحي جنوبي صنعاء، وفرضت حظرا جزئيا للتجوال في محاولة للحد من تفشي فيروس كورونا.
وكانت وزارة الصحة في حكومة مليشيا الحوثي "غير المعترف بها"، اعترفت بتفشي فيروس كورونا المستجد, إلا أنها رفضت الإفصاح عن أعداد المصابين، بدعوى أن إعلان الأرقام يثير الهلع والقلق لدى المواطنين ويسهم في تدني مناعتهم.
وفي هذا الإطار، قال موقع الأمم المتحدة، إنّ تقارير وحدات العناية المركزة تشير إلى وفاة 20% من مصابي فيروس كورونا في اليمن.
وحذر الموقع الأممي في بيان، من توقف 30 برنامجا إغاثيا من بين 41 برنامجًا رئيسيًا للأمم المتحدة في اليمن، نتيجة لنقص التمويل.
ودعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز جراندي، إلى ضرورة إجراء الاختبارات اللازمة لمعرفة نسبة انتشار فيروس كورونا بدقة، محذرة من أن الفيروس ينتشر في اليمن بدون رادع.
ونبهت في بيان، إلى اضطرار المستشفيات إلى عدم استقبال المرضى، قائلة إن: "المأساة تتكشف"، وكشفت عن تمويل المنظمات الإنسانية الاستجابة العاجلة لخطر تفشي فيروس كورونا.
وأكدت المسؤولة الأممية وصول أربعة آلاف و500 طن متري من المعدات الطبية، مشيرة إلى أن هناك كمية مماثلة في الطريق، عن طريق البحر والجو والبر.
وتواصل جائحة كورونا حضورها الطاغي في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، وهو ما توثّقه مشاهد الجثث في محافظة صنعاء.
وتسود حالة من الرعب والفزع بين سكان صنعاء الذين يشيعون يوميًّا العشرات من ضحايا فيروس كورونا في صمت وتكتم، وبخاصةً بعد أن أغلقت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ثلاثًا من حواري صنعاء واعتبرتها موبوءة بـ"كوفيد – 19".
ووصل فيروس كورونا إلى صنعاء نهاية شهر مارس الماضي بواسطة عشرة من عناصر المليشيات قدموا من إيران، وقد اكتشفت قيادة المليشيات الإصابات، وتكتمت عليها، وتركت هؤلاء العائدين يتحركون من دون قيود.
وأفاد سكانٌ بأنّ الوضع مخيف، وأنّ الجنازات لا تتوقف، وأغلبية الناس يشكون المرض وأعراضا تشبه الإصابة بفيروس "كورونا"، وأنّ سيارات تحمل مكبرات صوت تطوف الشوارع رفقة مسلحين في مليشيا الحوثي تحذر الناس، وتحضهم على البقاء في المنازل لأن "كورونا" منتشر.
وأغلقت مليشيا الحوثي الحواري في منطقة 45 القريبة من المجمع الرئاسي، وألزمت سكانها بالبقاء في منازلهم، بعد أن تحولت إلى بؤر لانتشار الفيروس.
كما نشرت المليشيات مسلحيها في شوارع مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع، وفرضت حظرا شاملا على الحركة بعد وفاة طبيبين يعملان في مستشفى المدينة.
ويبدو أنّ قنبلة كورونا المدوية قد انفجرت بالفعل، في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.
وفي وقتٍ سابق، عبّر رؤساء اللجان الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، مساء اليوم الخميس، عن قلقهم من تدهور الوضع في اليمن.
وشدّد الرؤساء في بيان مشترك، على أن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أقل من المعلنة، مؤكدين أن إمدادات اليمن من أدوات الاختبار قليلة للغاية.
وأشار البيان إلى أن هناك نقصًا حادا في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة، موضحا أن المراكز الصحية العاملة تفتقر إلى العديد من المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلا عن الأوكسجين.
وتتجّه أزمة جائحة كورونا في المناطق الخاضعة لهيمنة الحوثيين إلى الخروج عن السيطرة، بعدما سجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تفشيًّا مرعبًا للفيروس، في وقتٍ تنظر فيه المليشيات لمن يصاب بالمرض بأنّه "متهم".