الشرعية تحوّل تنسيقها العسكري مع المليشيات الحوثية إلى تعاون سياسي

الاثنين 1 يونيو 2020 19:00:00
الشرعية تحوّل تنسيقها العسكري مع المليشيات الحوثية إلى تعاون سياسي
رأي المشهد العربي

حولت مليشيات الإخوان المهيمنة على الشرعية التنسيق العسكري الذي ظهر في وقائع عديدة مع مليشيا الحوثي الإرهابية إلى تنسيق سياسي وذلك بعد أن حاولت إرباك جبهة الساحل الغربي بتصريحات سياسية تتناغم مع ما تسعى إليه العناصر المدعومة من إيران، وبدا أن الطرفين انتقلا من مرحلة التعاون العسكري إلى نوع آخر من التوافق عبر استخدام الأدوات السياسية المختلفة.

شنت وسائل إعلام تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن، حملة إعلامية روجت إلى مشاركة القوات المشتركة بالساحل الغربي، إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية في محافظة أبين.

وفي رد سريع، نفت القوات المشتركة شائعات مليشيا الإخوان، ومن خلفها حكومة الشرعية، لقطع الطريق على محاولات إرباك جبهة الحديدة، التي تشهد هجمات حوثية مكثفة لم تتوقف بالرغم من إعلان التحالف العربي هدنة إنسانية استجابة للدعوات الأممية.

تعد هذه الواقعة من المرات القليلة التي تظهر فيها الشرعية، في موقف الداعم السياسي المباشر للعناصر المدعومة من إيران، تحديداً وأنها وقعت اتفاق السويد كطرف مقابل للمليشيات الحوثية لإنهاء الصراع الدائر في الحديدة، غير أنها اضطرت إلى ذلك تحت تأثيرات سياسية وعسكرية عديدة يأتي على رأسها ضمان استمرار تدفق الدعم القطري التركي وطيد الثقة بالمال الإيراني، ما يجعلها تدرك بأن الدوحة وأنقرة لن تسمحا تولي الشرعية أي نوع من العداء للعناصر المدعومة من إيران.

بدا واضحاً أن الهزائم العسكرية التي تلقتها الشرعية في الجنوب أثرت على مواقفها السياسية، إذ أدركت أنها قد تكون بلا أي مكاسب في الجنوب بعد أن اصطدمت بقوة عسكرية جنوبية منظمة، وبعد أن خسرت مواقعها في الشمال بفعل التنسيق العسكري مع المليشيات الحوثية، وهو ما يجعلها تعبث شرقاً وغرباً بحثاً عن أي موطأ قدم يضمن لها حضوراً سياسياً وتواجداً عسكرياً في المستقبل.

من شأن الاتهامات الإخوانية للقوات المشتركة إحداث ثغرة في جبهة الحديدة تمكن المليشيات الحوثية من تحقيق انتصارات مريحة لها تدفعها لتوجيه عناصرها نحو جبهة الضالع ومن ثم تخفيف الضغط على مليشيات الشرعية في أبين وشبوة، لكنها أيضاً تدشن لمواقف سياسية أكثر تقارباً بين الطرفين بعد أن اعتمدا على التحركات العسكرية الصامتة على الأرض.

وكذلك فإن الشرعية تسعى إلى إفشال أي جهود لتنفيذ اتفاق الرياض، وتحاول أن تستمر في المعارك العسكرية أطول فترة ممكنة بما يمكنها من تحقيق أي تواجد على الأرض وتدفع باتجاه تحريك أذرعها الإعلامية في محاولة لإحداث وقيعة سياسية بين الأطراف المتوافقة على تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وبالتالي فهي تارة تحاول إفساد العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي، وتارة أخرى تذهب لمحاولة إحداث ارتباك بين القوات المشتركة التي تؤيد أيضاً تطبيق بنود الاتفاق وتعتبره أولى خطوات إنهاء العدوان الحوثي.

بالرغم من حالة الجدل التي أثارتها الشرعية بأكاذيبها الموجهة باتجاه القوات المشتركة غير أنها خسرت كثير من الأوراق بعد أن كشفت نفسها بشكل أكبر أمام التحالف العربي، وأضحى واضحاً للعيان أنها توظف جميع جهودها السياسية والإعلامية والعسكرية لخدمة المليشيات الحوثية.