نهب الثروات.. جريمة الشرعية الأكثر قسوة ضد أبناء الجنوب
بالرغم من أن مليشيات الشرعية شنت العديد من العمليات الإرهابية وارتكبت جملة من الجرائم العسكرية ضد أبناء الجنوب، غير أن جريمتها الأكثر قسوة تمثلت في تجريف الجنوب من ثرواته وسرقة مقدراته المالية والنفطية التي كانت كفيلة بأن تكون دولة الجنوب في مصاف الدول المتقدمة حال جرى الحفاظ عليها.
تجد مليشيات الشرعية في حربها الحالية ضد الجنوب الأرضية الخصبة التي تمكنها من استمرار اعتداءاتها بشكل يومي في ظل غياب معظم الخدمات التي عملت على تخريبها طيلة السنوات الماضية، ولولا وجود المجلس الانتقالي لكانت الشرعية تمكنت من إغراق الجنوب في حرب أهلية لا يعلم مداها أحد، وهو ما يجعلها تحاول إفشال الإدارة الذاتية للجنوب التي أعلن عنها الانتقالي قبل شهر تقريباً، وذهبت بعدها مباشرة إلى التصعيد العسكري باتجاه العاصمة عدن.
تدرك الشرعية تماماً أنه لا مكان لها في الجنوب، وأن أبناء محافظات الجنوب يلفظون قياداتها الذين جري تسكينهم في مناصبهم الحالية من أجل عقابهم، وبالتالي فهي تحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب بما يضمن عدم تفرغ شعب الجنوب لمواجهة جرائمها، وبالتالي ضمان استمرار الأوضاع الحالي أكبر فترة ممكنة، وهو أمر تنبه له المجلس الانتقالي مبكراً بعد أن دشن وحداته المحلية في المديريات الجنوبية المختلفة والتي أضحى لها أدوار فاعلة على الأرض.
توظف الشرعية العائدات النفطية التي تحصل عليها من الجنوب لتمويل عملياتها الإرهابية ودفع الأموال اليومية والشهرية للمرتزقة الذين تؤجرهم لخوض المعارك بالنيابة عنها، وهو أمر عهد عليه أمراء الإرهاب التابعين إليها وعلى رأسهم علي محسن الأحمر منذ فترات طويلة، بجانب استغلالها للحدود البحرية والبرية الجنوبية لصالح عمليات التهريب التي تدخل في خزائن أمراء الحرب الذين حصلوا على مبالغ طائلة وقاموا بتهريبها إلى الخارج.
ولعل أخر ما أقدمت عليه الشرعية ما جرى في محافظة شبوة، إذ كشف خطاب موجه من محافظة شبوة إلى سلطات حضرموت، عن اعتماد شبوة على المحروقات المقدمة كمساعدات إغاثية في تشغيل محطة الكهرباء.
طلبت السلطة الإخوانية في شبوة - القابعة على خزان نفطي تمول من خلاله عدوان مليشياتها الإرهابية على أبين - السماح بمرور سبع ناقلات نفط إلى ميناء نشطون في المهرة، عبر محافظة حضرموت، لتحميل نحو 300 ألف لتر من الديزل، والعودة بها إلى محطة الكهرباء.
ويرى مراقبون أن الوثيقة تبرهن على سيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية عبر محافظين خاضعين لسيطرتها على الموارد النفطية في البلاد لنهبها، وترك محطات الكهرباء تعاني نقص الإمدادات النفطية والاعتماد على المعونات، بدلا من تخصيصها لمدن غير نفطية تعاني انهيار منظومة الكهرباء.
وتعاني محافظة عدن ومحافظات الجنوب بشكل عام أزمة كهرباء طاحنة منذ الأسبوع الماض، وكلف اجتماع مشترك بين أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي واللجنة الاقتصادية العليا بالمجلس أمس الأحد، فريقاً متخصصاً لحل إشكالية الكهرباء.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، سيطر “الفساد” على حكومة الشرعية، وهي تحت اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، حتى كون قادة هذا المعسكر ثروات مالية طائلة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من مآسي إنسانية شديدة البشاعة.
شن عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، هجومًا حادًا على حكومة الشرعية في اليمن.
وقال في تغريدة عبر "تويتر" ": "هيمنت على الشرعية أدوات غير مؤهلة أخلاقيا ووطنيا، تجربتها كانت في الاغتيالات وتوظيف المساجد لجمع تبرعات وإرهاب الخصوم وتمويل مشاريعها".
واضاف: "إضافة إلى صف من الانتهازيين، ولذلك وصلت الشرعية إلى الحد الذي فقدت به شرعيتها شعبيا شمالا وجنوبا وصارت عنوانا للفساد والفشل والهزائم".