توكل كرمان تضع فيسبوك في وجه نيران الانتقادات الدولية

الثلاثاء 2 يونيو 2020 00:13:00
توكل كرمان تضع فيسبوك في وجه نيران الانتقادات الدولية

تسببت الإخوانية توكل كرمان في تصاعد موجة الانتقادات ضد "فيسبوك" في أعقاب قرار تعيينها عضوة في مجلس الإشراف العالمي لمحتوى فيسبوك وإنستجرام، إلى حد وصف العديد من السياسيين حول العالم القرار بأنه لا يمكن تصديقه، لما للناشطة الإخوانية من سجل دموي بعد أن تورطت في العديد من أحداث التحريض على العنف في كثير من البلدان العربية المناهضة للتنظيم الدولي للإخوان.

ويعد التصعيد الدولي في وجه "فيسبوك" هزيمة جديدة لمليشيات الإخوان في اليمن، بعد أن انكشف أمرها أمام العالم، وأضحى الكثير يتقنون من أن المناصب والجوائز الدولية التي حصلت عليها كرمان جاءت عن طريق رشاوى سياسية اعتاد عليها مليشيات الإخوان لتحسين صورتها، وأن بعض هذه المناصب تأتي لحسابات سياسية مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان الذي تستخدم كرمان في إذكاء الصراعات بين المواطنين، وتوظفيها للتدخل التركي القطري في الكثير من البلدان العربية.

ويرى مراقبون أن إدارة "فيسبوك" أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما في أعقاب تزايد الانتقادات التي تعرضت لها والتي وصلت إلى حد المقاطعة، فإما أن تتحمل استمرار هذه الانتقادات وتثبت على موفقها، وفي تلك الحالة سيكون واضحاً للعيان أن تعيين كرمان في المنصب جاء بترتيبات سياسية ومالية من أسفل الطاولة.

أما الخيار الثاني فهو يرتبط بالتراجع عن القرار الذي صدر قبل أسبوعين، وفي تلك الحالة ستكون مليشيات الإخوان وتركيا وقطر قد تلقوا ضربة قاسمة بعد أن لفظهم العالم ورفض استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي سياسياً لصالح أهدافهم السياسية والاستعمارية في كثير من البلدان.

وفي جميع الأحوال فإن التصعيد الحالي في وجه "فيسبوك" يعد بمثابة هزيمة سياسية لمليشيات الإخوان، تحديداً في ظل المعلومات التي راجت بأن تدير خلية إسطنبول الإخوانية وتقود فريق التقريب بين الإخوان والحوثيين بتمويل قطري مباشر وتنسيق تركي وتتلقى موازنة تشغيلية لقناة بلقيس المملوكة لها بقيمة 300 ألف دولار شهريًّا، إضافة إلى مبالغ أخرى بهدف إطلاق حملات إعلامية مشبوهة وكاذبة هدفها الطعن في التحالف العربي وخصوصا الإمارات.

ومن جانبه وصف النائب في مجلس العموم البريطاني، إيان بيزلي، تعيين شركة "فيسبوك" الناشطة اليمنية توكل كرمان، في مجلس حكمائها بالقرار الذي "لا يمكن تصديقه".

وفي مناقشة عبر الإنترنت، قال بيزلي "أعتقد أن هذا القرار الذي اتخذته فيسبوك غير متوقع، وهو أمر لا يصدق. لدينا منظمة تم إعدادها لإجراء عملية شفافية، ثم يعينون كرمان التي لا تعتبر، بصراحة، ولا يمكن اعتبارها مناسبة للوظيفة".

وأعلن بيزلي أنه كتب رسالة لـ"فيسبوك" يندد فيها بتعيين كرمان، ودعا وزارة الثقافة والإعلام والرياضة إلى التحقيق في هذا السلوك، مشيراً إلى أن الإدارة وافقت من حيث المبدأ على ضرورة إجراء تحقيق، والذي من المتوقع أن يبدأ في يوليو القادم.

كما دعا بيزلي عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إلى إخراج كرمان من المجلس بقوله "إنهم لا يحتاجون إلى انتظار التحقيق. تحتاج فيسبوك إلى اتخاذ إجراءات فورية. عليهم أن يفعلوا الشيء الصحيح. سواء كنا من خلفيات مسيحية أو مسلمة أو يهودية، فنحن بحاجة إلى التحدث بصوت واحد ونقول إننا نقف مع حرية التعبير، ولكن ليس مع إساءة استخدام حرية التعبير".

فيما طالب أودياتور أونلاين"، السويسري، إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بطرد الإخوانية داعية التطرف والإرهاب توكل كرمان من "هيئة حكماء" الموقع، مشيراً في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، إن "تعيين فيسبوك لتوكل كرمان في هيئة الحكماء مقلق للغاية".

وأضاف"رغم حالة الغضب الكبيرة من تعيين كرمان خلال الأيام الماضية، لم يصدر عن فيسبوك أي بيان يوضح موقفه أو يعلن أسباب هذه الخطوة الغريبة"، وتابع أن:"فيسبوك بهذا التعيين يمنح تنظيم الإخوان المتطرف فرصة للسيطرة على محتواه".

ومضى موقع "أودياتور أونلاين"، قائلا:" توكل كرمان معروفة بانتمائها للإخوان"، موضحا:"هذ التنظيم يصنف على نطاق واسع في أوروبا كتهديد للديمقراطية"، موضحاً أن "إدارة فيسبوك مطالبة بمراجعة قرارها، واستبعاد توكل كرمان".

طالبت مشرعة فرنسية، مقاطعة عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اعتراضًا على اختيار الناشطة الإخوانية اليمنية توكل كرمان، ضمن مجلس حكماء فيسبوك، الذي تسبب في جدل كبير نظرًا لخلفية كرمان الإخوانية.

وقالت عضو مجلس الشيوخ الفرنسية، ناتالي جوليه، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن "تعيين كرمان هو خطأ، ونحن نلاحظ أن هذه مشكلة كبيرة، فنحن في فرنسا من بين العديد من الدول، لدينا تساؤلات، ونكافح لمحاربة مجموعة الإخوان، لذلك اختيار شخص يدعمهم يثير التساؤلات".

وأضافت: "في العالم العربي هناك العديد من النساء الناشطات واللواتي عملن على أصعدة كثيرة، ويجب عدم اختيار شخص يثير الجدل، فهذه مشكلة كبيرة".