طائفية الحوثي وفساد الشرعية يسرعان انتشار كورونا في اليمن
يصعب القول بأن هناك مواجهة فاعلة لانتشار فيروس كورونا في اليمن، تحديداً في مناطق نفوذ المليشيات الحوثية وكذلك الشرعية التي تهيمن عليها مليشيات الإصلاح، لأن كلا الطرفين يتعامل مع المرض من منظور سياسي ويصدر القرارات وفقاً لما يحقق مصالحهما السياسية والاقتصادية وبما لا يمنع من تدفق الأموال التي تشكل رافد رئيسي لقوة كل طرف.
إذا نظرنا للمليشيات الحوثية التي تسيطر على صنعاء وعدد من محافظات الشمال، فإنها لم تمنع التجمعات الطائفية التي تشكل داعماً رئيسياً لها في الجبهات حيث يجري الزج بالصغار والكبار في ميادين القتال من خلال التواصل معهم عبرها، وكذلك فإنها لم تمنع تجارة القات التي تشكل عاملاً مهماً في اقتصادها، وفي المقابل فإنها قامت بفرض الإتاوات على المحلات التجارية التي لم تلتزم بقرار حظر التجوال في حين حافظت على أسواق القات مفتوحة، وبالتالي فإن الوباء انتشر في صنعاء بصورة مرعبة.
وفي المقابل فإن الشرعية هي الأخرى لم تطبق أي إجراءات احترازية لمواجهة الفيروس، واشتركت مع المليشيات الحوثية في أنها فتحت أسواق القات، وقامت بفرض الجبايات على المحلات أيضاً، في الوقت الذي تفرغت فيه للحشد العسكري باتجاه الجنوب بكافة السبل وتجاهلت المواطنين والمرضى، وهو ما انعكس على زيادة معدلات الإصابات بفيروس كورونا في محافظة تعز المسيطرة عليها.
وقالت لجنة مكافحة فيروس كورونا المستجد، اليوم الاثنين، إنها سجلت 31 حالة إصابة جديدة بالفيروس في العاصمة عدن وأربع محافظات، بينها 4 وفيات، وكشفت الأرقام عن تحول محافظة تعز إلى بؤرة فيروس كورونا، بعدد إصابات مسجلة في يوم واحد بلغت 14 حالة إصابة، منهم حالتي وفاة.
كما رصد فرق الاستجابة لفيروس كورونا، ثمان حالات إصابة في حضرموت، وأربع حالات في الضالع منها حالة وفاة، تلاها العاصمة عدن بثلاث إصابات، ثم محافظة لحج بإصابة وحالة وفاة.
وطبقا لحالات الإصابة الجديدة، يرتفع إجمالي عدد المصابين إلى 354 حالة بينها 84 وفاة و14 متعافيا.
فيما سجلت صنعاء حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ظل التفشي الواسع للوباء في أحياء المدينة ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي تواصل التكتم على حجم الكارثة الصحية.
وقال مصدر طبي مطلع لـ"المشهد العربي"، إنه تم تسجيل 16 وفاة في صنعاء بأعراض فيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيراً إلى دفن حالات وفاة بذات الأعراض بدون تسجيلها في ظل فقدان ثقة المواطنين بمليشيا الحوثي.
وأضاف أن الفيروس التاجي يتفشي بشكل واسع وسط إجراءات متراخية من قبل المليشيا التي ترفض فرض حظر التجوال وإغلاق المساجد والأسواق، ما كان سبباً في أن تشهد المحافظة خلال اليومين السابقين 62 حالة وفاة.
زايدت حدة التدخلات التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية في العمل الإنساني باليمن، حيث تستخدم المليشيا المركبات المقدمة من منظمة الصحة العالمية للمستشفيات لمواجهة جائحة كورونا في أغراض عسكرية.
وخلال الأسابيع الماضية، قامت منظمة الصحة العالمية بتسليم وزارة الصحة غير المعترف بها دولياً في بصنعاء، 100 مركبة من أجل دعم المستشفيات للقيام بواجباتها في مواجهة فيروس كورونا، لكن المليشيات استخدمتها في أغراض عسكرية.
ونددت منظمة الصحة العالمية "بشدة"، بالسلوك الحوثي، وقالت إنها عملت على توفير الإمدادات والمعدات المنقذة للحياة لصالح القطاع الصحي والسكان وليس لاستخدامها في الأغراض العسكرية.
وأضافت المنظمة، في بيان صحفي، أنه:" نحن ندين بشدة استخدام أي تبرعات لأغراض لا علاقة لها بدعم النظام الصحي، هذا يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني ونحن نحقق في هذا الأمر".
ولا يقتصر الاستخفاف الحوثي على نهب المساعدات، حيث تقوم المليشيا بإنكار أي جهود أممية للنظمة الأممية في صنعاء، وتتهم المنظمات الأممية بإرسال محاليل غير دقيقة للكشف عن فيروس كورونا.