التحالف العربي يحارب خيانات الشرعية وإرهاب الحوثي
رأي المشهد العربي
انطلق عصر اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر المانحين لليمن، افتراضياً من العاصمة السعودية الرياض وبالشراكة مع الأمم المتحدة بمشاركة 126 جهة بينها 66 دولة و15 منظمة أممية، وثلاث منظمات حكومية دولية، وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى عدد آخر من المنظمات الإغاثية العربية والدولية، في محاولة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مناطق عديدة، تحديداً في أعقاب انتشار فيروس كورونا.
مبادرة المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، جاءت في وقت تخلت فيه الكثير من المنظمات الإغاثية عن أدوارها الإنسانية في اليمن، بعد أن شهدت السنوات الماضية الكثير من وقائع سرقة المساعدات وتطويعها لصالح أجندات سياسية بعيدة عن الهدف الإنساني الأسمى منها.
وبدا أن الأبرياء يواجهون حرباً طاحنة منذ ست سنوات، مع شن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عدوانها على المواطنين، وفي الوقت نفسه، يواجهون حرباً إنسانية وخدمية تستهدف تصفيتهم من دون كلفة عسكرية، في هدف تتشارك فيه المليشيات الحوثية مع نظيرتها الإصلاحية الإرهابية المهيمنة على الشرعية، لأن الطرفين تورطا في جرائم سرقة المساعدات المقدمة من جهات عدة، وهو ما تطلب تغييراً تكتيكاً في أدوار عاصفة الحزم التي انطلقت في العام 2015، وركز التحالف العربي على الجهود الإنسانية باعتبار أنها جزء لا يتجزأ من جهود إحلال السلام في اليمن.
المليشيات الحوثية من جانبها اعتبرت أن تدهور الأوضاع الإنسانية يعد بمثابة انتصاراً مهماً لها، لأنها دفعت بالكثير من المواطنين للفرار من مناطق نفوذها إلى المحافظات المحررة، وهو ما يساعدها على تحقيق رغبتها في إحداث تغير ديموغرافي في مناطق سيطرتها بحيث تمكن أنصارها، بجانب أنها عطلت كثير من الخدمات الحكومية لصالح حكومتها غير المعترف بها دولياً والتي لا تحظى بأي شرعية على الأرض، وأغلقت المستشفيات وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وحولت التعليم إلى ما يشبه الدورات الطائفية التي تخدم توجهاتها، وأفرز ذلك الوضع عن تضاعف نسب الجهل والفقر والمرض خلال السنوات الأخيرة.
وفي المقابل فإن الشرعية تقاعست عن أداء مهامها الخدمية والإنسانية بحق المواطنين، وتعرضت الخدمات العامة لأسوء مؤامرة منذ سنوات طويلة بعد أن جرى تجريفها من قدراتها المادية والبشرية، بل أن الكثير منها أضحى أسيراً لتوجهات وزراء الشرعية السياسية، لأن كل وزير عمل على تشغيل وزارته بما يحقق مصالح الجهات التي تدعمه.
ولعل قرار المدعو الجبواني الذي عاقب أبناء الجنوب بإيقاف العمل بديوان وزارة النقل واستمر ذلك لعدة أشهر، وهو أمر تكرر في كثير من الوزارات والهيئات الأخرى ما أدى في النهاية إلى وضع إنساني واقتصادي وصحي بالغ الصعوبة، وتطلب تدخلاً عاجلاً للتعامل معه.
التحالف العربي من خلال مؤتمر المانحين يسعى لمحاربة خيانات الشرعية وإرهاب المليشيات الحوثية الذي دفع الأبرياء إلى حافة الموت جوعا أو مرضا، في وقت يدرك فيه التحالف العربي ضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية لمنع تجار الحروب من التلاعب بمآسي الأبرياء.