بعد تعدّد جرائمهم.. كيف يتصدى الجنوب لجرائم إخوان الشرعية؟
في الوقت الذي استعرت فيه الاعتداءات الغاشمة التي تشنها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب وشعبه، فإنّ مثل هذه الجرائم على خِستها باتت تستلزم موقفًا حاسمًا من قبل القيادة السياسية الجنوبية حتى لا يضيع حق الجنوبيين من تلك الجرائم التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم.
أحدث المنضمين إلى قافلة شهداء الجنوب ممن طالتهم يد الغدر الإخوانية هو المصور الحربي نبيل القيطعي الذي استشهد على يد عناصر مسلحة تابعة لحكومة الشرعية، في العاصمة عدن، وقد حاول الأهالي إسعاف الضحية، بنقله إلى مستشفى أطباء بلا حدود، إلا أنه فارق الحياة.
الشهيد القعيطي هو أحدث من انضموا إلى قافلة شهداء الجنوب، الذين طالتهم يدر الغدر الإخوانية، عبر السلاح الغاشم الذي أشهرته مليشيا الشرعية وهو سلاح الاغتيال.
من جانبه، نعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى شعب الجنوب بحزنٍ وألمٍ عميقين المصور الحربي العالمي الشهيد نبيل حسن القعيطي الذي استشهد في عملية إرهابية غادرة أمام منزله في مديرية دار سعد .
وأكد المجلس الانتقالي، في بيان، فداحة الخسارة التي منيت بها الصحافة الجنوبية والدولية باغتياله، ودعا إلى مساهمة الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب في إجراء تحقيق شفاف يكشف المتورطين في الجريمة.
هذه الجريمة الإخوانية الغادرة التي تستهدف الشعب الجنوبي أصبحت تستدعي تحركًا أكثر فاعلية من قِبل القيادة الجنوبية لمساءلة هذا الفصيل الإرهابي على الجرائم التي يرتكبها في حق الجنوبيين.
وحسنًا يفعل المجلس الانتقالي، وهو يولي اهتمامًا كبيرًا بنقل المعلومات والحقائق إلى المجتمع الدولي لنقل صورة كاملة عما تقترفه هذه المليشيات من جرائم واعتداءات.
وضمن هذا الإطار، شارك عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي عمرو البيض في ندوة دولية عقدتها المنظمة الدولية للكفاح من أجل الإنسانية، بعنوان "وقف إطلاق النار أثناء جائحة COVID-19 فرصة للسلام"، وذلك في منتصف مايو الماضي.
واستعرض البيض، خلال مداخلته في الندوة التي عقدت عبر البث المرئي، مبادرة المجلس الانتقالي الجنوبي بالدعوة إلى مواجهة فيروس كورونا، واستجابته الفورية لدعوة الأمم المتحدة لوقف النار بهدف مجابهة الجائحة.
وعبر عن أسفه لتجاهل مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، تداعيات تفشي فيروس كورونا، بالاعتداء على القوات المسلحة الجنوبية.
وتحرص القيادة الجنوبية على توثيق الاعتداءات التي تشنها حكومة الشرعية ضد الجنوب، عملًا من القيادة السياسية على حفظ حقوق الجنوبيين من اعتداءات حكومة الشرعية، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم.
وإدراكًا لأهمية التحرك من أجل مقاضاة قادة الشرعية المتورطين في جرائم ضد الجنوب وشعبه، فقد كشف الأكاديمي الجنوبي رئيس جامعة "أم القيوين" الإماراتية الدكتور جلال حاتم، في نهاية أبريل الماضي، عن تحركات قانونية لمقاضاة قيادات الشرعية.
وقال "حاتم" في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "رجال القانون في الجنوب بل وفي عدد من البلدان الشقيقة والصديقة يشرعون في رفع الدعاوى القضائية ضد "الشرعية" للجرائم التي اقترفتها ضد الجنوب وأهله والتي ترتقي بعضها إلى جرائم حرب.. نعم لمحاكمة ما تسمى بـ الشرعية".
وعلى مدار الأشهر الماضية، استعرت المؤامرة الإخوانية التي تنفذها هذه المليشيات التابعة للشرعية ضد الجنوب، في محاولة لتهديد أمنه وزعزعة استقراره، على النحو الذي يفضح كم كراهية الشرعية للجنوب وشعبه.
وفيما تعمل القوات الجنوبية على حماية أرضها ومواطنيها، فإنّ القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تولي اهتمامًا كبيرًا بتوثيق الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوبيين، حفظًا لحقوق المواطنين من انتهاكات تطالهم، لن تسقط بالتقادم.
حرص المجلس على توثيق هذه الجرائم أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية في ظل الحرص على حفظ حقوق الجنوبيين ومخاطبة الجهات المعنية من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروّعة.
وتوثيق الجرائم التي تطال الجنوبيين منذ عقود من قِبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الشمال، أمام المحافل الدولية يحمل أيضًا أهمية كبيرة في مستقبل القضية الجنوبية، فيما يتعلق على وجه التحديد بخدمة القضية وعدالتها أمام المجتمع العالمي.