اليمن والمأساة المروعة.. قنبلة كورونا التي فخّخت مزيدًا من البطون
أضاف فيروس كورونا المستجد مزيدًا من الأبعاد الإضافية على الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن منذ صيف 2014، متى أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية.
وتوثّق الأرقام المعلنة والمعلومات المسربة حجم المأساة التي يعيشها ملايين الناس في ظل الحضور الضاغي لجائحة كورونا، وسط بيئة صحية هي في الأساس شديدة الترهل.
ومع انتشار كورونا على النحو المرعب، فإنّ مزيدًا من السكان قد يلقى بهم في مستنقع الجوع الذي فتك بالكثير من البطون، على نحوٍ وضع اليمن في خانة أسوأ الدول التي تشهد أزمات إنسانية.
وفي هذا الإطار، حذّر مسؤول أممي، من شبح المجاعة في اليمن جراء نقص المساعدات، داعيا الدول المانحة للالتزام بتعهداتها، لا سيّما في ظل تفشي وباء كورونا.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في كلمة ألقاها في المؤتمر الافتراضي الذي تنظمته الأمم المتحدة والسعودية في الرياض، لحشد الدعم المالي للجهود الإنسانية في اليمن، بمشاركة أكثر من 130 دولة ومؤسسة دولية مانحة: "اليمن بات أكبر أزمة إنسانية في العالم مع 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة والحماية، وبدون تمويل إضافي ستكون العواقب مدمرة".
وأضاف : "تشير معطياتنا إلى أن فيروس كورونا ينتشر بسرعة وعلى نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، ونحتاج إلى 2.4 مليار دولار حتى نهاية العام الحالي".
وحذر "لوكوك" من تسبب نقص التمويل في توقف أكثر من 30 برنامج أممي للمساعدة الإنسانية في اليمن، داعيا الدول المانحة إلى الالتزام بتعهداتها المالية.
وكثيرًا ما تحذر الأمم المتحدة من أن النقص في حجم المساعدات الغذائية، سيزيد من شبح المجاعة، في ظل اعتماد ملايين العائلات اليمنية على تلك المساعدات.
وأصبحت جائحة كورونا عنوانًا لأزمة متفاقمة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظل العبث الكبير الذي تدير به المليشيات المشهد الراهن.
وتزايدت حالات الوفاة في صنعاء بشكل غير طبيعي وسط مطالبات لمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، بكشف حقيقة الوضع الوبائي في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وكانت وزارة الصحة في حكومة مليشيا الحوثي "غير المعترف بها"، اعترفت بتفشي فيروس كورونا المستجد, إلا أنها رفضت الإفصاح عن أعداد المصابين، بدعوى أن إعلان الأرقام يثير الهلع والقلق لدى المواطنين ويسهم في تدني مناعتهم.
وتواصل جائحة كورونا حضورها الطاغي في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، وهو ما توثّقه مشاهد الجثث في محافظة صنعاء.
وتسود حالة من الرعب والفزع بين سكان صنعاء الذين يشيعون يوميًّا العشرات من ضحايا فيروس كورونا في صمت وتكتم، وبخاصةً بعد أن أغلقت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ثلاثًا من حواري صنعاء واعتبرتها موبوءة بـ"كوفيد – 19".
ووصل فيروس كورونا إلى صنعاء نهاية شهر مارس الماضي بواسطة عشرة من عناصر المليشيات قدموا من إيران، وقد اكتشفت قيادة المليشيات الإصابات، وتكتمت عليها، وتركت هؤلاء العائدين يتحركون من دون قيود.
وأفاد سكانٌ بأنّ الوضع مخيف، وأنّ الجنازات لا تتوقف، وأغلبية الناس يشكون المرض وأعراضا تشبه الإصابة بفيروس "كورونا"، وأنّ سيارات تحمل مكبرات صوت تطوف الشوارع رفقة مسلحين في مليشيا الحوثي تحذر الناس، وتحضهم على البقاء في المنازل لأن "كورونا" منتشر.
ويبدو أنّ قنبلة كورونا المدوية قد انفجرت بالفعل، في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.