جنوبٌ على العهد يمضي.. وطنٌ يقهر مؤامرةً ويستأصل إرهابًا
في كل مرة يودّع فيها الجنوب أحد شهدائه، فإنّ الدماء التي تُسال لا تذهب هدرًا لكنّها تزيد الجنوبيين صلابةً في مواجهة المؤامرة التي تنفذها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي ضد الوطن.
هذا الأسبوع كان شاهدًا على ارتقاء شهيد جنوبي من جرّاء الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب، والذي تفاقمت حدته خلال الفترة القليلة الماضية، الحديث عن الشهيد نبيل حسن القعيطي، الذي كان سلاحه كاميرا وذخيرته قلم، واجه بهما الإرهاب الإخواني ضد الجنوب وشعبه.
واستشهد القعيطي على يد عناصر مسلحة تابعة لحكومة الشرعية، في العاصمة عدن، وقد حاول الأهالي إسعاف الضحية، بنقله إلى مستشفى أطباء بلا حدود، إلا أنه فارق الحياة.
وفيما تحاول المليشيات الإخوانية ذبح الجنوب نفسيًّا عبر اغتيال أبطاله ورجاله ونشطائه، فإنّ دماء شهداء تزيد الجنوب عزيمةً وصلابةً في مواجهة الإرهاب الإخواني - المزروع عمدًا - في الجنوب.
وتعبيرًا عن ذلك، فقد اندلعت ثورة شعبية على السوشيال ميديا تنديدًا بالجريمة الإخوانية الغادرة التي اغتالت القعيطي، حيث ندّد مغردون جنوبيون ومهتمون بالشأن الجنوبي، بجريمة اغتيال الشهيد نبيل القعيطي، في وقتٍ شاركت فيه أعداد غفيرة في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في الممدارة بعدن.
ودشّن النشطاء، هاشتاج "عهدا يا نبيل سنتجتث الإرهاب"، في تعهد شعبي بمواجهة قوى الإرهاب وداعميها، ثأرا للشهيد القعيطي، واستنكروا إصرار حكومة الشرعية ومليشياتها الإخوانية الإرهابية، على انتهاج الإرهاب سلوكا للتخلص من معارضيها، ومناصري القضية الجنوبية.
وانتفض المشاركون في الهاشتاج، بدعوات التخلص من الاحتلال اليمني، واستعادة دولة الجنوب على حدود ما قبل 1990.
جريمة اغتيال القعيطي تنم عن إرهاب خسيس تمارسه المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية ضد الصحفيين والإعلاميين، الذين يحاربون مليشيا الشرعية بـ"الكلمة"، وهو ما يبدو أنّه يزلزل معسكر الإخوان من الداخل.
وبشتى الصور ومختلف السبل، تعمل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على استهداف الجنوب عملًا على زعزعة أمنه واستقراره، بعدما أشهرت في وجهه عديدًا من الأسلحة، وقد أشهرت المليشيات الإخوانية الإرهابية سلاح الاغتيالات ضمن مخططها الإرهابي الغاشم.
هذه الجريمة الإخوانية الغادرة التي تستهدف الشعب الجنوبي أصبحت تستدعي تحركًا أكثر فاعلية من قِبل القيادة الجنوبية لمساءلة هذا الفصيل الإرهابي على الجرائم التي يرتكبها في حق الجنوبيين.
وجدانيًّا لا يمكن للشعب الجنوبي أن ينسى شهداءه ولا التضحيات التي يقدّمونها من أجل الوطن، لكن الجانب الآخر من المشهد يتمثّل في الشق الحقوقي، حيث أصبح لزامًا على المنظمات الحقوقية أن تمارس دورًا أكثر قوة من أجل فضح مثل هذه الجرائم الإخوانية الغادرة ضد الجنوب.
على المستوى الرسمي، بات لزامًا على القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، أن تتخذ مزيدًا من الإجراءات التي تحفظ حق الشهداء الذين تسال دماؤهم بفعل الإرهاب المفضوح الذي تمارسه مليشيات الشرعية، وهي جرائم حتمًا لن تسقط بالتقادم.