لقاءات الزُبيدي بالرياض.. رؤية الجنوب حاضرة على طاولة القوى العظمى

الأحد 7 يونيو 2020 20:21:00
لقاءات الزُبيدي بالرياض.. رؤية الجنوب حاضرة على طاولة القوى العظمى
كثف الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لقاءاته الدبلوماسية خلال زيارته الحالية إلى الرياض والتي بدأها في 20 مايو الماضي بدعوة رسمية من المملكة العربية السعودية، وذلك في خطوة من شأنها إطلاع المجتمع الدولي على رؤية الجنوب بشأن تطور الأوضاع الجارية، وهو ما يؤدي لأن تكون وجهة النظر الجنوبية حاضرة على طاولة القوى العظمى.

والتقى الزُبيدي خلال الأيام الماضية بعدد من الدبلوماسيين والسفراء التابعين لدول فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه المباحثات حول حل الأزمة الراهنة في الجنوب منذ إقدام مليشيات الشرعية على محاولة اختراق العاصمة عدن مجدداً في 11 مايو المنقضي، في وقت يحقق فيه الجنوب النجاحات العسكرية واحدة تلو الأخرى بما يجعل مباحثات الزبيدي تصب بالأساس لصالح استقلال الجنوب.

ويرى مراقبون أن اللقاءات التي يجريها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تعد استكمالا لجهوده الدبلوماسية التي دشنها العام الماضي بزيارة كل من روسيا وبريطانيا، وأنها تبرهن على أن هناك ثقة دولية فيما يطرحه الزبيدي من حلول للأزمة، تحديدا بعد أن قدم الجنوب ما يثبت رغبته في السلام عبر التوقيع على اتفاق الرياض وإعلان التزامه بتنفيذ بنوده على أرض الواقع بالرغم من عرقلة الشرعية له.

وتستهدف اللقاءات التي يجريها الزبيدي من محل إقامته بالرياض دحض الشائعات التي تروج لها الشرعية بشأن الأوضاع في الجنوب، والتأكيد على تماسك أبناء الجنوب خلف قيادتهم ضد التنظيمات الإرهابية المتعدية على أراضيهم، وكذلك التأكيد على التمسك بجميع الحلول السياسية مع عدم التفريط في النجاحات العسكرية التي تحققها القوات المسلحة الجنوبية يوما تلو الآخر على الجبهات.

وتكمن أهمية تلك اللقاءات في أنها تشكل مقدمة للحصول على دعم إقليمي ودولي لخطوات الجنوب الساعية نحو الاستقلال واستعادة الدولة، لأنه من المهم الحفاظ على صلات قوية بالقوى العظمى التي لديها أصوات دائمة في مجلس الأمن الدولي، ويعد موقفها من قضية الجنوب أحد أهم المحددات التي تبني عليها القيادة الجنوبية تحركاتها المستقبلية.

وبحث رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، اليوم الأحد، مع مسؤولين من بعثة المملكة المتحدة بالسعودية عدة ملفات، أبرزها الوضع الراهن في الجنوب، وذلك خلال استقبال الزُبيدي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، نائب رئيس بعثة المملكة المتحدة سيمون سمارت، والملحق السياسي جيمس ويتلي.

وأكد الرئيس الزُبيدي موقف المجلس الدائم تجاه دعم السلام والاستقرار، وكذلك وضع أولوية معالجة الملف الإنساني والخدماتي، بالإضافة إلى حل الملف السياسي وفقا للمستجدات على الأرض.

وشارك في اللقاء، الوفد التفاوضي المرافق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، متمثلا في أعضاء هيئة الرئاسة الدكتور ناصر الخبجي وعلي الكثيري وعبدالرحمن اليافعي، إلى جانب نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية محمد الغيثي، وممثل الإدارة العامة للشؤون الخارجية عادل الشبحي.

ويوم الجمعة الماضي، التقى رئيس المجلس الانتقالي في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، وناقش اللقاء مختلف القضايا ذات العلاقة بالقضية الجنوبية، مؤكدا على دعم المجلس الانتقالي للسلام والاستقرار، وضرورة معالجة الملف الإنساني والخدماتي، وحل الملف السياسي والعسكري، مشيدا بدور السعودية في هذا الجانب.

وفي مطلع الشهر الجاري استقبل الرئيس عيدروس الزُبيدي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، السفير الفرنسي لدى اليمن، السيد كريستيان تيستو، وتناول اللقاء العديد من الملفات ذات الصلة، وعلى رأسها الملف الإنساني والملف السياسي والأمني، وكذا مناقشة تطورات الجهود التي ترعاها المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأكد الرئيس الزبيدي على أهمية دعم السلام والاستقرار، وتوحيد الجهود ناحية الحد من تفاقم الوضع الإنساني، وفرض الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيداً بالجهود الطبية والإنسانية لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية في مواجهة فيروس كورونا المستجد بالعاصمة عدن والجنوب.

من جانبه عبر السفير الفرنسي عن سروره بهذا اللقاء، وتقديره لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدا موقف بلاده بخصوص أهمية اتفاق الرياض وضرورة معالجة الملفات العالقة وتكثيف الجهود نحو حل الملف الإنساني.