تفشي كورونا في مناطق الحوثي.. انفجارٌ مصحوبٌ بإنكار
واصلت جائحة كورونا تسجيل حضورها الطاغي في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، على النحو الذي كبّد المدنيين كلفة باهظة.
وبـ"لغة الأرقام"، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) إنَّ نسبة وفيات فيروس كوورنا في اليمن، بلغت 24.77%.
وأضاف أن وكالات الإغاثة الأممية تواصل بذل جهودها لزيادة الاستجابة في مجابهة خطر تفشي المرض، مشيرا إلى تسجيل 486 حالة إصابة رسميا.
في الوقت نفسه، وعلى الرغم من تفشي الجائحة، زعم وزير الصحة قي حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها، المدعو طه المتوكل، انخفاض نسبة الوفيات بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، رافضا الكشف عن الإحصاءات الرقمية.
وأرجع موقفه إلى سياسة المليشيات في عدم التهويل بشأن المرض وطمأنة المجتمع، مدعيا نجاح تجربتهم.
وقال الوزير الحوثي، إنهم رفضوا الانسياق وراء سياسة الأمم المتحدة التي تمارس التهويل وتحويل الإنسان إلى رقم يضاف إلى أرقام على حد تعبيره.
وأضاف أنَّ شركات الأدوية في صنعاء بدأت إنتاج الأدوية التي يفتقدها السوق، لكن دون الإشارة مجددًا إلى مصير التجارب والأبحاث بشان اكتشاف دواء للوقاية من الفيروس التاجي، التي تحدث عنها المتوكل في مناسبات سابقة، وقوبل بموجة كبيرة من التعليقات الساخرة.
وكانت مصادر طبية كشفت في وقتٍ سابق، أنّ عدد الوفيات المؤكدة بفيروس كورونا وصلت إلى 228 حالة وفاة من أصل ألف و12 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي في صنعاء وحدها، مشيرة إلى أن هناك أضعاف حالات الإصابة والوفاة خارج المستشفيات
وأصبح وباء كورونا عنوانًا للمعاناة الكبيرة التي يعيشها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، على النحو الذي يبرهن على أنّ المليشيات فشلت في هذا الاختبار الصعب.
وسبق أن حذّر برنامج الغذاء العالمي، من تأثير جائحة "كورونا" في الدفع باليمن إلى الاقتراب أكثر من حافة الانهيار.
وأعلن البرنامج، في بيان له، عن مواصلة فرقه تقديم الدعم المنقذ للحياة للأسر الضعيفة في اليمن.
وبالنظر إلى حالة تفشي كورونا، فيمكن القول إنّ قنبلة الجائحة قد انفجرت بالفعل في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.
وفي وقتٍ سابق، عبّر رؤساء اللجان الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، عن قلقهم من تدهور الوضع في اليمن.
وشدّد الرؤساء في بيان مشترك، على أن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أقل من المعلنة، مؤكدين أن إمدادات اليمن من أدوات الاختبار قليلة للغاية.
وأشار البيان إلى أن هناك نقصًا حادا في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة، موضحا أن المراكز الصحية العاملة تفتقر إلى العديد من المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلا عن الأوكسجين.
وسجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تفشيًّا مرعبًا للفيروس، في وقتٍ تنظر فيه المليشيات لمن يصاب بالمرض بأنّه "متهم".
وكما كان متوقعًا، فقد فشلت المليشيات الحوثية في اختبار كورونا الصعب، لا سيّما أنّها غرزت بذور بيئة صحية شديدة الترهل، لم تكن لتتحمّل خطرًا مثل جائحة كورونا.
يضاف إلى هذا الخطر الكبير، تحذيرات مراقبين من استمرار مليشيا الحوثي، في المراوغة وإخفاء الحقائق المتعلقة بأعداد ضحايا كورونا من إصابات ووفيات.
وحاولت المليشيات الحوثية ابتزاز المجتمع الدولي بهذه الكارثة الإنسانية، والمراوغة في تحديد موقف من الخطة الأممية لوقف القتال، والتفرغ لمواجهة هذه الجائحة.