الكوليرا يزاحم كورونا.. أوبئة تُسجِّل موتًا فظيعًا في مناطق الحوثي
في الوقت الذي تفاقمت فيه المأساة الصحية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، فإنّ مرض الكوليرا يمثل أحد الأوبئة التي نهشت في العظام.
وفي هذا الإطار، حذرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية من أنّ وباء الكوليرا" يزاحم فيروس "كورونا" مسجلًا 150 ألف إصابة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، خلال خمسة أشهر فقط.
ونقلت عن مصادر طبية أن صنعاء تصدرت المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بمرض "الكوليرا"، وتلتها محافظات إب والمحويت وحجة وذمار، مشيرة إلى أن إجمالي عدد الوفيات بمرض "الكوليرا" في تلك المناطق وخلال الفترة نفسها بلغ نحو 2400 حالة وفاة.
وأبرزت الصحيفة – في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء - تحذيرات أممية وحقوقية من إمكانية أن تضع الأوبئة في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية أرواح مئات الآلاف في أخطار صحية محققة، في ظل الفساد الإداري للمليشيات، وإمعان قادتها في تدمير القطاع الصحي، ونهب المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى جزء من مجهودها الحربي.
ولفتت الصحيفة – نقلا عن مصادرها الطبية - إلى أن مئات الآلاف من اليمنيين يواجهون حاليا خطر موجة جديدة من وباء "الكوليرا" الذي اجتاح عددًا من المناطق وبخاصةً الواقعة تحت سيطرة المليشيات.
ويعتبر مرض الكوليرا أحد الأوبئة الفتاكة التي صنعتها الحرب الحوثية، ضمن خطة المليشيات لتأزيم الوضع الصحي أمام ملايين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا، وهي ما زالت تشكل تهديدًا عالمًّا للصحة العمومية ومؤشرًا على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
وتشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح تقريبًا بين 1,3 مليون و4 ملايين حالة إصابة بالكوليرا سنويًّا وإلى تسبب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة بأنحاء العالم أجمع.
الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2. وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصًا آخرين.
ومعظم الذين يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضًا تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة، بينما تُصاب الغالبية بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
والكوليرا هو أحد الأمراض التي تسبَّبت فيها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، بعدما أهملت المليشيات القطاع الصحي بشكل كامل، على مدار سنوات حربها العبثية، وتسبَّبت في تفشي الكثير من الأمراض التي راح ضحيتها كثيرٌ من السكان.
وتعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
وفي مايو الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية، عن تسجيل 112 ألفًا و851 حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، منها 56 حالة مؤكدة مختبرياً، منذ يناير الماضي.
وقالت، في بيان، إن عدد الوفيات المرتبطة بالكوليرا بلغت 29 حالة.
وأكدت أنها دعمت 138مركزًا لعلاج الإسهال و58 نقطة لمعالجة الجفاف عن طريق الإماهة الفموية، في مناطق متأثرة بالمرض.