تخريب الحديدة.. الحوثي يُغرِق المدنيين في بحر المآسي

السبت 13 يونيو 2020 01:36:00
تخريب الحديدة.. الحوثي يُغرِق المدنيين في "بحر المآسي"

على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014، دأبت المليشيات الحوثية الموالية لإيران على ارتكاب الجرائم التي استهدفت المدنيين في المقام الأول.

ففي هذا الإطار، حذّرت صحيفة "الوطن" السعودية من استمرار مليشيا الحوثي في تخريب "الحديدة" وإنهاء دورها الاقتصادي، وتحويلها إلى ساحات ألغام وقنابل.

وأكدت الصحيفة أنّ مليشيا الحوثي حوّلت "الحديدة" من مناطق زراعية وسواحل بحرية إلى ساحات ألغام وقنابل واقتتال، ومن سماء تحتشد بالصفاء إلى سماء تزدحم بالصواريخ والعيارات النارية وطلقات المدافع، ومن متنفس طبيعي بهيج إلى منطقة متخمة برائحة البارود، ليطالها التدمير الكامل الذي اشتمل على هدم المكان وهجرة الإنسان.

ولفتت إلى أن الحديدة تعيش حاليًا أوضاعًا اقتصادية سيئة للغاية، خاصة مع السيطرة على الموارد والضرائب والجمارك التي تذهب كلها إلى خزائن مليشيا الحوثي، بالإضافة إلى أن الوضع الصحي متدهور للغاية، خاصة مع تفشي وباء كورونا، فالوفيات بالعشرات يوميًا، ولم تقم المليشيا باتخاذ أي إجراءات احترازية للحد من انتشار الوباء.

وأشارت الصحيفة إلى أن مليشيا الحوثي تحشد قواتها في المدينة، وتطلق المدافع والصواريخ من داخل الأحياء السكنية، مهددة حياة المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن خبراء دوليين أن ألغام مليشيا الحوثي تسببت بانخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38 %، وفقدان الآلاف من السكان لمصدر عيشهم، وانخفاض عائدات المزارعين 42 % عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.

على مدار أكثر من ست سنوات، أحدثت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية أزمة إنسانية شديدة البشاعة، ملّ العالم من عديد التقارير التي توثِّق فداحتها.

تقرير دولي حديث وثّق جانبًا من المآسي التي يعشيها اليمن على إثر الحرب الحوثية، حيث قال البنك الدولي إنّ الحرب كبدت البنية الأساسية خسائر فادحة، فقد تعرض ثلث المنشآت الخاصة بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة والنقل للدمار بسبب الصراع.

وأضاف أنّ الخدمات الحضرية، مثل تنظيف الشوارع وجمع القمامة، عانت كثيرا بسبب نقص توقف الخدمات الاجتماعية الأساسية، وأنّ نصف المستشفيات والعيادات الطبية تعرضت لدمار جزئي أو كلي، وتعاني تلك التي بقيت تعمل من انقطاع الكهرباء ونقص الأدوية والمستلزمات الأساسية الأخرى.

ولفت التقرير إلى أن اليمن يواجه تفشيا فتاكا لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وأمراض أخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.

وكان تفشي الكوليرا العام الماضي واحدا من أسوأ نوبات المرض، وتزداد هذه الأمراض فتكا مع ضعف قدرة المدن على مواجهتها.

وتصف لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، احتمال تفشي فيروس كورونا في بلدان مثل اليمن بأنه "السيناريو الكابوس".

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت في تقرير سابق إلى أن ميليشيا الحوثي استخدمت المستشفيات والمرافق الصحية لأغراض عسكرية، معظمها في محافظات تعز والجوف والحديدة، إضافة إلى شن هجمات على المستشفيات، مما أدى إلى تدمير جزئي أو كلي لها.

كما تسبَّتت الحرب الحوثية في تردٍ اقتصادي كبير، فضلًا عن تزايد نسبة الفقر، وقد أكّد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنّ الحرب العبثية حرمت اليمن من تضاعف الناتج المحلي لليمن ثلاث مرات من 2014 إلى 2030.

وأوضح البرنامج في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّه كان من المتوقع تضاعف دخل الفرد من ثلاثة آلاف و770 دولارا إلى خمسة آلاف و900 دولار.

وقبل أيام، قال البنك الدولي إنّ الحرب الحوثية دفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.

وقدر البنك الدولي أن ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019.

وبحسب التقرير، فإنّ الحرب الحوثية تسبّبت في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.

وتشير التقديرات إلى أن ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعًا بصورة مستمرة.

كما تسببت الحرب الاقتصادية الحوثية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر وخطر الموت جوعا على ملايين السكان.

وأدّت الحرب الحوثية إلى إضعاف قيمة الريال، الأمر الذي ترتّب عليه ارتفاع الأسعار ما أثر بشكل مباشر وسلبي على كل من حول خط الفقر وتحته، كما أدّت الحرب إلى انهيار الاقتصاد والخدمات الاجتماعية، وأصبح الملايين من السكان يعانون من الجوع والمرض وأكثر عرضة للخطر، ولا تزال الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم.

كما أنّ 80% من السكان "24.1 مليون شخص" يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وقد شردت المليشيات الحوثية 4.3 مليون شخص على مر السنوات الماضية.