تسرب نفط صافر.. نيران الخزان التي قد تلتهم الجميع

الخميس 25 يونيو 2020 17:59:33
 تسرب نفط صافر.. "نيران الخزان" التي قد تلتهم الجميع

يبدو أنّ التحذيرات الخاصة بخطر تسرب النفط من خزان صافر ستظل تُطلَق للعنان، حتى يتحوّل الأمر إلى واقع، سيكون حالكًا وتدفع ثمنه المنطقة برمتها.

وتعبيرًا عن المخاوف المهولة في ظل الوضع شديد التردي، فقد كشف السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون، بأنّ بلاده أعدت دراسة مهمة، شاركت فيها عدة جهات دولية، أكدت أن أي تسرب نفطي من خزان صافر سيكون له آثار سلبية على البيئة في المنطقة العربية والبحر الأحمر والاقتصاد والمحيط الدولي تستمر نحو 30 عاما.

الدراسة أكّدت أن التلوث البيئي سيؤثر على ثمانية ملايين مواطن، وأنّ من 50 إلى 60 % من الأراضي ستتأثر بالتلوث وأيضا المنتجات، وأن هذا التأثير سيمتد 30 عاما.

وشاركت بريطانيا النتائج مع مجلس الأمن وتوصلت إلى أنه في حال حدوث تسرب نفطي من خزان صافر سيكون له تأثير سلبي واسع النطاق.

وخزان صافر يقع في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).

والسفينة "صافر" عبارة عن خزان ضخم في ميناء رأس عيسى، كان يستقبل النفط الخام من حقول الإنتاج في محافظة مأرب، وبعد الحرب الحوثية توقف ضخ النفط، كما توقف تصدير الكمية المخزّنة، فضلا عن تعطل عملية الصيانة للخزان منذ العام 2015.

ويمكن القول إنّ هناك كارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مواجهة النداءات الدولية التي تحذر من انفجار ناقلة النفط المتهالكة صافر.

وفي وقتٍ سابق، حذّرت الأمم المتحدة من أن مليشيا الحوثي رفضت السماح بوصول فريق من الفنيين إلى الناقلة المتهالكة، ووصف خبراء السفينة بأنها قنبلة موقوتة توشك على الانفجار بسبب خطر تراكم الغازات المتطايرة من مخزون النفط الذي تحويه، وكذلك بسبب عدم صيانتها، وتآكل هيكلها بسبب مياه البحر المالحة.

وحذّر مراقبون من أنّ الأضرار الكارثية التي يمكن أن تنتج عن انفجار خزان صافر النفطي ستفاقم معاناة أبناء محافظة الحديدة، ومن الممكن أن يتعرض ثلاثة ملايين مواطن في الحديدة للتأثر بغازات سامة، بالإضافة إلى إصابة ستة ملايين مواطن بالتسمم البطئ.

كما أنّ التسرب يهدد بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة،وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.