كورونا في سجون الحوثي.. الجائحة تتسلّل وراء القضبان
في الوقت الذي تنتشر فيه جائحة كورونا على صعيد واسع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإنّ الخوف الأكبر يتعلق بمصير المختطفين في سجون المليشيات.
وفيما توالت التحذيرات والأنباء المسربة عن تفشي كورونا في مناطق الحوثي، فقد طالب خبراءٌ أمميون باتخاذ تدابير السلامة العامة في السجون، والتصدي لتفشي جائحة فيروس كورونا.
ودعا الخبراء، في بيان، إلى إطلاق سراح السجناء الأكثر عرضة للخطر وعلى رأسهم النساء الحوامل والأطفال وذوو الإعاقة وكبار السن والمرضى، وقالوا إنّ "الاكتظاظ مروّع" في مراكز التوقيف والاحتجاز وسط ندرة الخدمات الصحية الملائمة.
ونبّه البيان الأممي، إلى ضرورة إطلاق سراح الجناة الأقل خطورة، ومن يخضع للحبس الاحتياطي، ومن اقتربت مدة حبسه من الانتهاء، وحثّ جميع الجهات الفاعلة، على تكثيف دعمها الإنساني، مع ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده في مواجهة الأزمة الإنسانية الأكبر في العالم.
وسبق أن دقّت تقارير حقوقية جرس الإنذار من أجل إنقاذ المختطفين في سجون المليشيات الحوثية في ظل تفشي جائحة كورونا على صعيد واسع.
واستكمالًا لمسلسل الإجرام الحوثي المسعور، فقد منعت المليشيات الحوثية إدخال الأدوية أو مسكنات الألم أو السماح بدخول الطعام أو أي مبالغ مالية إلى المختطفين.
الوضع الهش للسجناء والمحتجزين في مسالخ الموت الحوثية جعلهم عرضةً لخطر كبير مع تفشي الفيروس داخل السجون والمعتقلات، فيما أدارت المليشيات ظهرها للنداءات المتكررة من كثير الجهات، بإطلاق سراح آلاف المختطفين على خلفية خطر فيروس "كورونا".
وما يضاعف من هذا الخطر الكبير أنّ إدارات هذه المعتقلات لا توفّر أي إجراءات وقائية أو احترازية أو علاجية في مواجهة الأوبئة، وكل ما تقدمه للمرضى المهدئات ولا يوجد فيها كوادر طبية مؤهلة، كما لا تتوفّر مستلزمات النظافة الشخصية والنظافة العامة في السجون والمعتقلات، إلى جانب عدم حصول السجناء على كفايتهم من الماء النظيف الصالح للشرب.
لا يقتصر الأمر على السجون وحسب، بل يعيش السكان في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي في بيئة صحية شديدة التردي، فاقمها فيروس كورونا المنتشر على صعيد واسع، وما فاقم الأمر كذلك هو التعامل الخبيث من قِبل المليشيات مع جائحة كورونا، وذلك من خلال إخفاء الحقائق والمعلومات عن هذا الوضع المتأزم.